الحرب عاقبتها الدمار والخراب، ولا تحل الخلافات والنزاعات إلا بالحوار، الحوار باعتباره إنسانيا لا غنى عنه لتحقيق السلام والتعايش وقبول الآخر، الحوار باعتباره سبيلا لحل الخلافات والتوصل لقواسم مشتركة بين المتحاورين وبأهمية بناء مجتمعات قائمة على الاحترام المتبادل والعيش المشترك. يفتح الحوار الطرق التي تؤدي إلى حسن التلاقي والاستجابة وتوضيح المواقف وجلاء الحقائق وهداية العقول.
السلام هو أمل وبغية الإنسان المنشود، بينما الحرب هي خيبة الأمل الكبير والمأساة وبئس المصير، الحرب لعنة ووبال على البشر، إنها كارثة و نكب، الحرب تحمل في طياتها الدمار والخراب والموت والهلاك، بالإضافة فالحرب ليست خسارة الأرواح والنفوس، لكنها الخسارة بالشرخ الذي لن يندمل للبشرية.
الحرب هي الكارثة بالنسبة للشعوب وأداة لتقويض السلم ولها نتائج كارثية وخيمة على الشعوب، بينما السلام هو قيمة إنسانية وحضارية وبالضد من وحشية الحرب ومشعليها في العالم.
الحرب حرائق تأتي على الأخضر واليابس، كما على الإنسان والحيوان والشجر والحجر، لأنها تعني التشرد والنزوح واللجوء وفقدان القريب والحبيب والصاحب والخليل، وكل شخص عزيز أوشيء ثمين، بينما السلام هو الربح والمكسب وهو المطمع والطموح الأكبر والأفضل حتى للإخوة الأعداء.
لقد أثبت لنا التاريخ أن نهاية كل حرب سلام، والسلام في العالم هو الهاجس الأول للبشرية التقدمية الذي يعتبر الخط الفاصل ما بين الخراب والدمار والقتل بالجملة والفردي وبين البناء والتقدم والتطور وتحقيق العدالة القانونية والاجتماعية.
هناك العديد من الأدوات والاتجاهات لتحليل القضية وتسوية النزاع، والحوار هو وسيلة هامة للتعامل مع النزاع بشكل بناء. يجلب الحوار التفاهم بين الشعوب والأمم، فيحدث الوئام والسلام ويبعد شر الانعزال والتعصب والحرب. الحوار هو المنهج الأصوب لتفادي الحروب والقتال، فلولا التحاور العقلاني لكثرت الحروب، وخير شاهد على ذلك، حرب البسوس، فبعد أن اقتتلت قبيلتا داحس والغبراء مدّة أربعين سنة كاملة لم ينتجْ عنها إلا الدماء والقتل والتنكيل، فلّما جلَسوا للحوار أصلح الله بينهم، ولو جلسوا للحوار قبل بدء الحرب لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من القتال.
الحوار هو الطريقة المثلى لحلّ النزاعات حيث ينطلق مبدئيًّا من ثقة سابقة في الإنسان، فالحوار هو الذي يهتم بمصلحة الإنسان في المقام الأول، أهدافه دعم وترسيخ أسس الأمن والاستقرار والسلام والرخاء في المجتمعات البشرية.