نجح مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم مؤخراً في إنهاء معاناة سيدتين في مقتبل العمر من مضاعفات الإصابة بورم نادر جداً في الفص الصدغي الخلفي بالدماغ، والحالة الأخرى لمريضة تعاني من الشلل منذ الصغر نتيجة ولادتها بتشوه خلقي نادر يُعرف باسم «كياري الأول». ذكر ذلك الدكتور هاني الجهني استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على البورد الفرنسي ورئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أضاف أن السيدة الأولى تبلغ من العمر 22 عاماً، حضرت من مدينة جدة لمستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم، وهي تشكو من تشنجات صرعية حادة وتلعثم واضح في الكلام وضُعف في الذاكرة، وقد حاولت العلاج في أكثر من مستشفى ولكن دون جدوى نظراً لخطورة العملية، مشيراً إلى أنه بعد إجراء الفحوصات الدقيقة عليها تبين إصابتها بورم كبير الحجم في الفص الصدغي الأيسر بالدماغ (Temporal Lobe)، وهي منطقة شديدة الحساسية والمسؤولة عن السمع والكلام والذاكرة.
وقال د. الجهني بعد دراسة التاريخ المرضي ونتائج الفحوصات تم اتخاذ القرار بإجراء عملية جراحية والمريضة في حالة الوعي للاطمئنان المباشر على نتائج العملية، عبر استخدام جهازي الملاحة العصبية الأكثر تطوراً بالعالم، وكذلك جهاز التحفيز العصبي.
مشيراً إلى أن العملية استغرقت 5 ساعات متواصلة، وتم فيها استئصال الورم بنجاح ولله الحمد، إذ حصلت المريضة على رعاية فائقة طوال 4 أيام وعادت لمنزلها في جدة. مؤكداً أنه تم متابعة المريضة بعد أسبوعين وتبين شفائها التام من كافة الأعراض السابق ذكرها.
أما المريضة الثانية البالغة من العمر 21 عاماً، أثبتت فحوصاتها أنها تعاني منذ الولادة من تشوه خلقي عبارة عن صغر حجم الفص الصدغي الخلفي من الدماغ، علاوة على وجود ضغط شديد من الجزء الخلفي للجمجمة على الفص الصدغي، الأمر الذي تسبب في تكهف شديد في النخاع الشوكي وعدم قدرة المريضة على المشي والحركة والبلع، وإصابتها بحركات لا إرادية في العين والوجه وكذلك الشعور الدائم بالصداع.
وأضاف د. الجهني بعد دراسة حالة المريضة جيداً تقرر إجراء عملية جراحية استغرقت ساعتين وتم فيها توسيع للفص الخلفي من الدماغ مع إزالة جزء من الفقرة الرقبية الأولى باستخدام المجهر الالكتروني المتطور. مشيراً إلى أن الجراحة تكللت بالنجاح ولله الحمد، وقد اختفت 96 في المئة من الأعراض التي عانت منها ، وخرجت من المستشفى بعد 4 أيام وهي بخير، وعادت لممارسة حياتها بصورة طبيعية.
وفي ختام حديثه قال الدكتور هاني الجهني إن تشخيص وعلاج الحالات الطبية المعقدة لاسيما أورام الدماغ والنخاع الشوكي وكذلك التشوهات الخلقية ، دائما ما يحتاج علاجها إلى توافر المستشفيات المجهزة بالتقنيات الحديثة والكوادر الطبية المدربة والخبيرة، متوجهاً بالنصح لكافة الحالات التي تشعر بأعراض مماثلة، سرعة التشخيص والعلاج للسيطرة على هذه الأمراض ومضاعفتها الخطيرة.