محمد بن عبدالله آل شملان
إذا ذُكرت القيم الإنسانية والتكافل والكرم ذُكر وطننا الكبير المملكة العربية السعودية، الذي عُرف منذ فجر توحيده بأياديه الكريمة البيضاء، التي وصلت لكل محتاج في شتى أنحاء الأرض، حتى أضحى أيقونة فريدة ومنارة مضيئة، تشرق أنوارها بالعطاء والخير والبذل.
واحتل المركز الأول كونه أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى دول العالم، ويتمتع بقيادة رشيدة وشعب أصيل، يتسابقون على مد يد الإعانة والمساعدة للمحتاجين ويجيبون إغاثة الملهوفين في كل مكان وزمان، مترجمين النهج الإنساني الراسخ، الذي زرعه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه -، مؤسس الوطن وموحّد كيانه الشامخ، والذي قال تأكيداً على ذلك: «أنا وأسرتي وشعبي، جند من جنود الله، نسعى لخير المسلمين»، وقال أيضاً: «إنني أفخر بكل من يخدم الإسلام ويخدم المسلمين، وأعتز بهم، بل أخدمهم وأساعدهم وأؤيدهم».
أقوال وحكم سلمان.. جواهر تنبض بالحياة
تنثر حكم وأقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - روح البر والإحسان والجمال والإلهام والمودة والنجاح، أينما تُردّد وتُوجد، تكتب بحروف من نور في عقول المواطنين، تلك السياسة الإنسانية المنهجية التي واءمت ما بين مبادئ المسؤولية الملكية والأسس الموضوعية العلمية السليمة. ومن تلك الأقوال قوله - أيّده الله-:
«لا شك أن المملكة عليها مسؤولية وشرف لها أن تكون قبله المسلمين وبلد الحرمين ومهبط الوحي لذلك هذا الشرف أيضاً لها أن تكون أرض النبي العربي واللي هبطت عليه آيات القرآن باللغة العربية وهذا أيضاً كما أنه شرف لنا إلا أنه أيضاً مسئولية نتحملها ومسئولية ونرجو من الله عز وجل أنه يوفقنا للمحافظة عليها... وهي الحمد لله تعيش بنهضة وفي أمن واستقرار الحمد لله وتعمل وتريد الخير للجميع».
«مما لا شك فيه أن التكافل الاجتماعي بين المسلمين سمة من سمات هذا الدين الذي تميز عن جميع الأديان والأعراف بسماحته وكرمه».
«انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال، فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة».
قرار أصيل بلوره سلمان.. عطاء للإنسانية
في السابع والعشرين من شهر رجب عام 1436هـ أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله - تأسيس ووضع حجر الأساس لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ لتكتب حروف الإعلان السامي والتوجه الملكي الكريم ميلاد مركز داخل ساحة خدمة الإنسانية والشعوب والمجتمعات، لتصبح مسيرته العملية مثالاُ يصلح مرجعاً بارزاً لمن تعثرت به السبل باحثاً عن النجاح والتميز والتفرد.
إذْ إن الملك سلمان ورغم أعماله وجهوده الخيرية الواسعة، منذ أن كان أميراً للرياض وبالحكمة والحنكة والدراية الإنسانية التي اكتسبها من والده المؤسس - طيّب الله ثراه - وإخوانه الملوك - رحمهم الله -، ظل يتعلّم ويكتسب الخبرات من خلال رئاسته مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ورئاسته الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها من الجهات الخيرية والإنسانية، بالإضافة إلى رئاسة مجلس إدارة العديد من اللجان الإنسانية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواءً المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية، ليصبح بعد ذلك التعلم واكتساب الخبرة إلى مركز بأسلوب عمل رائع، ضخّ لجسد الإنسانية شريان قدرة إيجابية، كسب من خلالها ثقة المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة وثقة المتطوعين وثقة كافة أفراد المجتمع في الدول المشمولة بخدمات المركز من مختلف الأنماط والتشكيلات السياسية والاجتماعية والتنموية والاقتصادية والصحية وغيرها.
لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إسهامات مضيئة ومحطات متفوقة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ترصدها وتوثقها «الجزيرة»، عربون ودّ وتقدير ووفاء للملك الإنساني بمناسبة مرور سبع سنوات على تأسيسه.
إنسانية (سلمان).. تجمع عطاء المركز بمشاعر العون
حينما تشتد النوازل والكوارث والأوبئة والمخاطر التي تهدد البشرية تظهر الحقيقة بأبهى الصور وتجلياتها لتترجم النبض الحقيقي لقيمة الإنسان الذي يبحث عن حضن آمن وهدف طيب واتجاه إيجابي وملك إنساني يؤدي واجبه على أتم وجه، وهو الأمر الذي يرسمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فالإنسان أصبح يتنفس العطف والمحبة والإحسان من خادم الإسلام والمسلمين أيّاً كانت جغرافيته وديانته.
والإعلام بوكالاته وإذاعاته وصحافته لا يتوقف عن عزف أناشيد الإنسانية وترانيمها، بأحداثها خبراً وصورة، فالملك صاحب القلب الرهيف لا يتوقف عن إصدار أوامر المساعدات والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، والدعم لابتكار المستقبل وتمكين المجتمعات، منطلقاً من مسؤولياته كمحب ومحسن للجميع.
مبادئ المسؤول بتفاصيلها الرائعة في الإنسانية انصهرت لتكون الإلهام للمركز، فلا عجب أبداً أن تقرأ عناوين إخبارية مثل: «المركز يواصل توزيع السلال الغذائية الرمضانية في النيجر» و»المملكة العربية السعودية تقدم مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار للاجئين من أوكرانيا»، و»المركز يوقّع اتفاقية لتنفيذ المرحلة الرابعة من مشروع تشغيل مركز الغسيل الكروي بالضالع»، و»حوالي نصف مليار دولار قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة لحماية وتمكين النساء المستضعفات والنازحات حول العالم»، و»الملك سلمان يوجّه بتقديم مساعدات عاجلة لتونس من بينها مليون جرعة لقاح ضد كورونا»، و»عيادات المركز تواصل تقديم خدماتها الطبية في مخيم الزعتري».
تلك الإشارات الإنسانية المتنوّعة في الجغرافيا والمتباعدة في الزمن لا تتوقف، مستشعرة مشاعر الملك وحرصه الكريم على مساعدة المتضررين والمحتاجين في أرجاء المعمورة والتخفيف من معاناتهم.
أصبح الإنسان هو هدف «سلمان» و»المركز»، وسط موجة من الكوارث والنزاعات في شرق الأرض وغربها، فالحياة المتكاملة المنسجمة بين البشرية يجب أن تقوم أولاً وأخيراً على التكاتف والتضامن، وهو الأمر الذي سينتج عنه الارتقاء بالحياة وحماية الإنسانية وحضارتها ورقي شأنها وتحسين حاضرها ومستقبلها.
هذا هو مليكنا الذي نفاخر به العالم، وهذا هو «مركزنا» الذي أصبح صانعاً للأمل ومنارة له بكل امتياز، الذي تعلّم وجسّد البصمة الإنسانية والحضارية في سجل التاريخ دون تميز بين عرق أو دين أو لون، وهذا هو منهج وطننا الكبير بمعتقده الإسلامي وأرضه السعودية.
تكريم يتوج منجزاته
حصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على قلادة (أبي بكر الصديق رضي الله عنه) من الطبقة الأولى لعام 2020م، المقدمة له من المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، مناسبة تاريخية تكتب بماء من ذهب في سجل الصفحات الناصعة للإنجازات الوطنية الإنسانية السعودية، التي أرسى دعائمها المؤسس الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - وأكمل مسيرتها أبناؤه من بعده، وأعلن توهجها الملك الخبير المملوء بحب الإنسانية والسبر في أغوارها «سلمان بن عبدالعزيز».
جاء هذا الاستحقاق؛ ليواكب عطاءات الملك سلمان وسعيه الحثيث لخلق مناخات إنسانية وطنية إقليمية دولية مميزة للحد من المعاناة الإنسانية، ولتنصف الملك الخبير الذي حمل على كاهله أمانة المسؤولية التي أنيطت له، فكان نعم القائد المسؤول ونعم الإنسان ونعم المواطن الذي ينهمر شلالاً في بحور نشر الإيجابية ومنح الأمل، وجلب السعادة ورفع الهمم ومواكبة المتغيّرات.
والقريبون من الملك سلمان يدركون أنهم أمام أنموذج إنساني نموذجي، لا يعرف إلا الابتكار ويعشق النجاح ويتابع تفاصيل كافة الأمور بكل دفة، يحمل جاذبية فريدة من نوعها، فكل القيادات الدولية الإنسانية التي التقت واجتمعت معه خرجت وهي في قمة الإبهار والإعجاب برقي الفكر الإنساني وحنكة التوجه.
الإعجاب العالمي يفتح ذراعيه
حين يبرز مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني بمنهجيته الضاربة وترسانته العملية المذهلة ونتائجه المميزة، ويخترق الصفوف مشكِّلاً ظاهرة جديدة في المراكز والمؤسسات الإنسانية، من حيث اتجاهات عمله أو مشاريعه المبتكرة وغيرها، فإن ذلك في نظر المتابعين وهواة الإنسانية يعتبر مساراً رئيساً وعامل جذب لا يمكن تجاهله بالنسبة للشركاء الإقليميين والدوليين، ومؤسسات المجتمع المدني في البلدان المستهدفة.
وحين تتالى الإشادات ويتقاطر الشكر والثناء فإن ذلك يأتي تتويجاً يستحقه المركز - بلا شك -؛ عطفاً على أدائه وواجباته وإصراره على تحقيق أهدافه، وقوة الدافع الإنساني لدى معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وفريق عمله البارز.
فقد وصف الدكتور صالح بن حمد السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الجهود الإغاثية التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيه كريم مستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بأنها «جهود إغاثية لا تغيب عنها الشمس»، مشيراً إلى أنها توجد في خدمة الأمة والعالم بشكل يجعل منها محطة أمان لا تنقطع، ومصدر عطاء لا ينضب.
ولم تجانب المبعوثة الهولندية الخاصة بسوريا وأفغانستان إميل دي بونت الحقيقة، وهي تبدي إعجابها بمنهجية مركز الملك سلمان للإغاثة في إيصاله للمساعدات الإغاثية والإنسانية لجميع الدول المحتاجة بحيادية ودون تمييز، حيث أكدت ذلك في تصريح تناقلته وكالات الأنباء العالمية بعد زيارة قامت بها إلى مقر المركز في مدينة الرياض في يناير 2020م، وهي من دون أدنى شك إشادة وشهادة تضعها المنظمات والمؤسسات بكامل أطيافها والعالمية بشكل عام وساماً يفتح الباب على مصراعيه لتدفق العطاءات الإنسانية السعودية داخل جسد الشعوب والمجتمعات المتضرِّرة على مستوى العالم، ومعروف عن الهولندية إميل دي بونت عدم مداهنتها وجديتها المستمرة ونظرياتها الدقيقة.
وأخيراً
اللَّهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لما فيه خير العباد والبلاد في الدين والدنيا، وانصر به دينك، وأعل به كلمتك، وامنح التوفيق مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني في عمل الخير والعطاء للغير، وطمئن مستفيديه بالعافية والتمكين والنجاح.