أفنان الصقعبي
عندما كنت أستمع للعواقب التي تحدث نتيجة الحروب بين الدول ونظراً لأني تشبعت من القصص التي حدثت منذ أزمة الخليج وما ترتب عليها من مخاطر أصبح عليها المواطنون غير آمنين, وتأثرت بذلك العديد من الدول المجاورة من ناحية اجتماعية واقتصادية, فمنذ تلك الأزمة وسابقها من حروب طاحنة حدثت حول العالم ومشاكل وثورات أهلية في الدول بشكل عام ونحن نعلم بأن هذه المشاكل قد تؤثر بشكل كبير على أمن المواطن والمقيم وأنها قد تُحدث بالنفس ما لا تحدثه الأسقام, يعاني العالم من آثار الحروب ومشاكلها النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية, ففي كل مرة تولد حرب جديدة يكون المتضرر الأول في هذه الحالة المواطنين الذين يصابون بالرعب والتوتر والترقب والخوف من كل ما قد يحدث سواء أكان على صعيد الخسائر الشخصية أو النفسية أو الاقتصادية نتاج هذه الأزمة, رغم أن بعض هذه الحروب لها أسبابها السياسية والاقتصادية إلا أنها في كل مرة تُحدث فجوة كبيرة في حياة الناس بشكل عام, بل وقد تطول مشاكل هذه الحرب الدول الشقيقة والمجاورة وذات المصالح المشتركة, فقد يكون الغلاء المعيشي أو انقطاع الواردات المهمة لتنمية معيشة سوية للمواطن مثل الأمن الغذائي يسبب الكثير من التوتر والزعزعة, فكلما تفاقمت المشكلة تعظم الأمر وأصبح الضرر يتسع حتى يصل لذروته في عدم قدرة الفرد على التعايش مع الوضع الراهن, بالإضافة إلى الخسائر الشخصية نتاج هذه الحروب من أرواح نفقدهم بسبب احتدام الحرب وتضارب المصالح الشخصية للدول, لذلك مع كل أزمة تمر قد يكون هناك رابح وهناك خاسر ولكن المتضرر في كلتا الحالتين هو الشعب, ما يحدث نتاج هذه الحروب والمشاكل الدولية هو نقطة فاصلة على أثرها تحدث الكثير من العواقب مثل ارتفاع الأسعار والتضخم في الدول ونقص بعض المواد الاستهلاكية والسلع وتوتر الوضع السوقي وهذا ما يضمن حياة وافرة للمواطن والمقيم, كما أنه قد يحدث أن ينزح العديد من الجماعات من المواطنين واللجوء لدول أخرى للشعور بالأمان حتى لو كان على حساب تركهم لوطنهم, إن ما يحدث للنفس حينما يكون النزوح إجبارياً أمر في غاية القسوة والصعوبة فلا يستطيع الإنسان التعايش بسهولة عندما يغادر موطنه فقط ليشعر بالأمان على حياته وحياة أسرته, فعندما نفكر لوهلة نجد أن البشر بطبيعتهم أولى أولوياتهم هي الشعور بالأمن الوطني فإن غاب الأمن غابت الحياة بأكملها.