عمر إبراهيم الرشيد
كان المشهد الذي أداه الممثل السعودي خالد الفراج برفقة زميله وحيد صالح، والذي مثلا فيه شخصية الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته، كان وما زال من أكثر المقاطع تداولاً في أمريكا وحول العالم. وفي رأيي أن المشهد شكل اختراقاً من عدة أوجه، فإلى جانب جرأة الطرح غير المعهودة في الدراما السعودية لشخصية بهذا الحجم على اعتبار حجم دولته بالطبع، فإن هذا يشكل حافزاً لتقديم مواد نوعية من ذات المستوى وأفضل، في هذا البرنامج الكوميدي وغيره، وتقليل مساحة التقليد لأي شخصية كانت ولمجرد التقليد والتهريج. ومعلوم أن الدراما امتداد للمسرح أبي الفنون، وما له من دور تنويري واجتماعي كبير، إضافة إلى مساهمته في القوة السعودية الناعمة، شرط توفر نصوص ومحتوى ذي قيمة فنية واجتماعية. هل ننسى أن مسلسل (طاش) قد شكل حضوراً لدى البيوت العربية وليس السعودية فحسب، إضافة إلى أنه دخل مكتبة الكونجرس الأمريكي كعمل درامي راصد للمجتمع السعودي يمكن الباحث والصحافي من قراءة مجتمعنا وتفاصيله الاجتماعية.
بقي أن أذكّر بما كتبت من قبل بأنه ينبغي العمل على استمرار النشاط الدرامي وألا يكون موسمياً ينشط خلال الشهر الفضيل ويبرد باقي أشهر السنة، إذا ما أردنا دراما نوعية تقدم صوراً من مجتمعنا ونهضتنا للآخرين. والحديث بالطبع ينطبق على المسرح وهو الأولى كما قلت لأنه أبو الفنون وهو من يصنع الفنان والممثل المثقف والناضج. وبرأيي أن وزارة الثقافة يقع على عاتقها الدور المحوري في هذا الأمر بدعم كتّاب النصوص والممثلين وكل من يسهم في عودة المسرح وبالتعاون مع وزارة الإعلام بالطبع.
قلت إن مشهداً قصيراً كهذا لفت الانتباه إلى الإعلام والدراما السعودية على المستوى الدولي، ولذلك شكل اختراقاً وتحولاً ايجابياً لافتاً. لذا على المنتمين للمسرح والدراما السعودية من ممثلين ومخرجين ومنتجين وغيرهم، استثمار هذه الالتفاتة الدولية، لتجويد الإنتاج الدرامي ورفع مستوياته ليضاف لقوتنا الناعمة، إلى اللقاء.