إيمان الدبيّان
بعد كل مقال اجتماعي أكتبه أقول لنفسي هذه هي المرة الأخيرة التي أنشر فيها موضوعا اجتماعيا وسأنشر في المرة القادمة مقالا حول بعض تأملاتي الفلسفية، أو شيئا من المواضيع الوجدانية، ولِمَ لا يكون بعض ما أشخبط به من أبيات شعرية؟!، حبا في التغيير وسعيا للبعد عن ملل القارئ، فلا يكون هناك تأثير؛ ولكن يتغير الرأي سريعا عندما أرى ظاهرة سلبية، أو مواقف غير حضارية، أو تجاوزات فعلية، فأكتب عمّا رأيت أو عايشت مناشدة مسؤول، أو مخاطبة معني، وإن كان البعض يجعل الصمت له مذهبا، والسكوت غالبا له منهجا؛ لذا صار مقال هذا الأسبوع عن ظاهرة التسول التي كتبت عنها وكتب عنها غيري أكثر من مرة، وبفضل الله ثم بفضل القرارات الحازمة الأخيرة بدأت تختفي وكادت تنتهي، إلا أن هناك ظاهرة سلبية أمست تحل محلها، وتشيع في كثير من شوارع مكة المكرمة فهل عرفتم ما هي؟!
هذه الظاهرة التي صارت في ازدياد هي ظاهرة الباعة المتجولين وخصوصا من يبيعون (السوبيا) فقبيل صلاة العصر إلى أن يتبين الخيط الأسود زمانا وفي زوايا الشوارع، وفي مواقف السيارات، وعند المتاجر مكانا نرى اللون الأحمر ساطعا ليست إشارة مرور ضوئية، وإنما أكياس وعبوات (السوبيا) الفوضوية، في مختلف الأحياء حتى الراقية، وفي معظم الشوارع وإن كانت كثافتها عالية.
تساؤلات كثيرة تطرح نفسها ومنها هل هؤلاء الباعة الذين يعرضون بضاعتهم في حافظات منزلية، أو أكياس بلاستيكية بطريقة بدائية وبالتأكيد غير صحية تحت حرارة طقس أربعينية، وفي بعض سياراتهم المتهالكة بأساليب مخفية، هل هؤلاء يملكون تصاريح تجارية وفسح من البلدية والإدارات الصحية؟!
ألم يراهم أحد من المسؤولين في القطاع الخاص أو الحكومي؟
ما هي نظرة الزائرين لهذه الظواهر السلبية؟
لماذا لا يعطى هؤلاء الباحثون عن فرصة للكسب لماذا لا يمنحون تصاريح موسمية وأماكن خاصة لبيع بعض المنتجات المحلية؟
إذا كان هذا تجاوز للأنظمة فلماذا لا يحاسبون؟ وإذا كان بيعهم نظامي فلماذا لا يرتقون؟
إذا كان هذا الحال في موسم رمضان (صيام وبيع سوبيا) فهل سيكون موسم الحج (حج وبيع سبح)؟!