عبد الرحمن بن محمد السدحان
إلى جنّة الخلد.. يا غازي الأدب والحياة!
* مضت سنينٌ اكتستْ بحجاب الفُقد، لكن تظلُّ ذكرى رحيل قيثارة الشعر والفكر، معالي الصديق والشقيق الذي لم تلدْه أمّي، الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي، رحمه الله وأرضاه رحمةً تعمرُ النفوسَ بالإيمان، وتتحدّى النسيان!
* * *
* وقد أيقظتْ وفاتُه وما برحت مُهجَ المحبّين له في وطنه الأم مملكتنا الغالية خاصةً، وفي خليجنا الحبيب عامة، وتفاعلت معهما أصداءٌ عبر الوطن العربي بلا استثناء، فنُظّمت في ذكره وذكراه صحائف الشعر والنثر، وكان ممّنْ رثَاه شعْرًا صديقُه ورفيق قافيته، شاعرُ البحرين عبد الرحمن رفيع، حيث قال في أبيات وجدانية اقتطفت منها ما يلي:
إن غازي كينونةٌ وجده
صنوُه لم يكن.. وهيهات بعدُه
شِيمُ العبقري تسكن فيه
وجَدَتْه لها ملاذًا وعدّة
إلى أن قال:
هيّنٌ ليّنٌ، فإن هبّ يومًا
فمُحالٌ خصومُه أن تصدّه
* * *
رحم الله غازي.. نجمَ الشعر العذب والحكمة والبيان الجميل!
* * *
نجوم في سماء الذكر الجميل
* حللتُ ضيفًا على إحدى صحفنا المحلية قبل حين، لأكتب خواطرَ عن ثُلة مباركة من رموز الوطن العربي، والمملكة خاصة، أدبًا وفكرًا، فرحّبتُ بالدعوة الكريمة شاكرًا، ومهّدتُ لذلك بالقول إنني لن أنزّه قلمي من زلّة (العضّ البريء) عن هذا أو ذاك، وقرّرت أن أخوض التجربةَ مع تنزيه قلمي أن يتعرّض لفتنةِ العضّ (الأدبي) بلا قصد، بل سأدوّن ما سوف أكتبُه عن تلك الرموز الفاضلة بما ينفعُ ولا يضرّ، لأن كرامةَ الإنسان عندي فوق كل اعتبار، وشأن لا يرجحُ به شأن!
* * *
* سأتحدّث في هذا الصدد عن عدد من الشخصيات الأدبية التي جمعتني بأكثرهم فتنةُ الكلمة الجميلة والعقلُ العفيف، فإن وُفّقْتُ فذاك ما أتمنّاه، وإن كانت الأخرى فشطّ القلم هنا أو هناك، فألتمس الصفح ممن مسّه شططُ القلم!
د. فهد العرابي الحارثي:
استقطبْتكَ يا صديق الأمس واليوم وغدًا.. (فتنةُ) العمل (المؤسَّسِي).. فتواريتَ عن محبّي قلمك ومجلسك وشخصك المتعدّدِ المواهب.. (هجرت) الصحافةَ.. وربما هجرتك هي، لكنك لم تتأثرّ بهجرْها، فرحت تشقُّ طريقك الطموح بنجاح.. على شواطئ العمل الحرّ.. الذي ليسَ ببعيد عن هُويتك الأدبية والإبداعية! مزيدًا من التألّق والنجاح! وإن جاز لي أن أفصح عن خاطرة في صدري عنك.. فهي ألاّ تدع (بيروقراطية) العمل الحرّ (تستحوذ) على (ملكتك) الأدبية التي (عرّفتنا) بك، و(شدّتنا) إليك.. زمنًا طويلاً!
* * *
الدكتور (طبًا) والإبداعيُّ (قلمًا) جاسر الحربش:
تتميزُ بعزْفك الجميل على وتَر الكلمة المبدعة والثقافة متعدّدة الشواطئ والسفوح.. كتميّزك في علاج مرضاك.. وتمارس إبداعَك في كِلا الحاليْن بمهارةِ المتخصِّصِ وخُلقِ الإنسَان!
* * *
خصومة (الحداثة).. إلى أين؟!
* ما برحتْ (خيل) الحداثة الأدبية تصْهلُ.. وتَغِير، ولكن إلى أيْن؟.. لستُ أدري! هذا لا يَعني (الرفض) لها. أنا مع (رومانسية) العزف الأدبي المبدع، الذي يهزُّ أوتارَ الإحساس.. وما عدا ذلك.. فكلام بعضُه كالنّقشِ على الرمال لا تملك له الرِّيحُ إلاّ عَصْفًا!
* * *
* تقاعد (الأديب) عن (وظيفة العيش الحلال).. أمر مألوف ومعروف، لكن هذا لا يعني (التقاعسَ) عن (منادمة) القلم بما ينفع الناس.. ثقافةً وأدبًا!