د.عبدالعزيز العمر
عندما يخطئ طالب، سواء كان خطأه تعليمياً أو سلوكياً، فليس هناك ما يدعو معلمه أو مربيه إلى الاعتقاد بأنه سوف يكرر خطأه، وبالتالي تجدنا نعجل لهم العقوبة حرصاً منا على عدم تكرارهم نفس الأخطاء. لو طلب مني أن أقدم لمعلمينا فكرة تربوية تشكل عصب نجاح أي نظام تربوي مدرسي لاقترحت الفكرة المفصلية التالية: امنحوا طلابكم الفرص الكافية ليخطئوا ويتعلموا من أخطائهم، وامنحوهم مساحة كافية ليختاروا لأنفسهم ما يرون أنه مجال إبداعهم، لا تضعوا كل الطلاب في سلة واحدة، ولا تجبروهم أن يسيروا جميعاً على نفس السكة، احترموا ميولهم واهتماماتهم، وقبل كل ذلك احترموا كرامتهم وآدميتهم، فالمعلم الذي لا يحظى بقبول طلابه له، لن يقبلوا منه حتماً أي توجيه تعليمي أو تربوي.
إن الحديث عن منح الطلاب فرصاً كافية يذكرني بالبداية المبكرة لتعليمي العالي في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما اطلع على ما قدمت من عمل أكاديمي في تلك البداية المبكرة أتعجب من صبرهم وحلمهم علينا، الفارق الثقافي واللغوي والتعليمي أحدث فارقاً كبيراً بيننا كطلاب أجانب وبين الطلاب الأمريكيين، ومع مرور الوقت اكتسبنا الثقة والقدرة اللغوية وأصبحنا ننافس زملاءنا الأمريكيين في نفس التخصص، شكراً لكل أستاذ جامعي تحمل ما لدينا من نقص في بداية تعليمنا.