في موسم 2010 كان يشرف على تدريب الهلال في ذلك الوقت البلجيكي إيريك جريتس وقدم خلالها موسماً استثنائياً توّجه بتحقيق لقب الدوري بفارق كبير عن أقرب منافسيه وحسم الدوري قبل عدة جولات.. وأتخم شباك الفرق بنتائج تاريخية وعلى رأسها الأندية الكبيرة المنافسة ومن هنا ظهرت عبارة (الدوري ضعيف) على لسان إعلام وجماهير نادي النصر في ذلك الوقت كعبارات ومبررات معتادة لتشويه أي منجز هلالي بل إنهم شنّوا حملة كبيرة تناشد بإنقاذ رياضتنا من السيطرة الهلالية (المحلية) ولم يتخلوّا كالعادة من التشكيك في هذه السطوة المحلية باستشهادهم بالإخفاق الذي يلازم الهلال (خارجياً) كدليل على ضعف الدوري والاستمرار في ترديد العبارة الشهيرة (الآسيوية صعبة قوية)كنوع من التنفيس وكانت هذه العبارة كإبرة (البنج) التي تطمئن من خلالها جماهير وإدارات نادي النصر في ظل عجزهم التام عن منافسة الهلال وكانت بالنسبة لهم بطولة يرددونها عند كل إخفاق هلالي في آسيا..
واصل الهلال كعادته بطموح لا يتوقف في تكسير الأرقام وتحقيق الانتصارات ولم تُثنهِ هذه العبارة أو شماتة المنافسين عن مواصلة سطوته المحلية وبحثه الدؤوب عن البطولة الآسيوية المستعصية رغم كم الأحداث والمواقف الكارثية التي لا تنسى بداية بنشيمورا وغيرها من المواقف التي كادت تنهي أحلام جيل بأكمله حتى تحقق الحلم أمام أوراوا الياباني في ملحمة سايتاما التاريخية..وهذا الإنجاز التاريخي الذي أحبط وأرهق المنافسين قبل أن يفرح الهلاليين ويؤكد من جديد سطوته الآسيوية والمحلية..ولم يكتفِ هذا المارد الأزرق بل شارك للموسم التالي ليحافظ على لقبه التاريخي ويُستبعد من البطولة بعد تفشي فايروس كورونا بين اللاعبين تحديداً وبالرغم من تصدره لمجموعته وصموده لآخر لحظة بلاعبيه الشباب إلا أن استبعاده من البطولة كان محبطاً للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية قبل الجماهير لأنه كان الأجدر والأحق باللقب..
ورغم ذلك لم يتوقف أو يُكسر من هذا الاستبعاد، بل واصل كفاحه وقتاله للموسم الثالث في محاولة جديدة لاستعادة اللقب المفقود ونجح مرة أخرى بتحقيق اللقب الرابع في سجل دوري أبطال آسيا بعد انتصاره الكبير على بوهانج الكوري وقبلها أخرج منافسه النصر من الدور نصف النهائي وهو الذي أعدّ العدّة من أجل تحقيق هذا الحلم واللقب الذي غاب عنه منذ تأسيسه بصفقات مليونية ومدربين ولاعبين محليين ولكن كالعادة كانت كلمة وسطوة الهلال حاضرة في المحلية والآسيوية..
والآن يشارك الهلال أيضاً في النسخة الحالية وفي مهمة الحفاظ على اللقب من جديد وسط غياب نادي النصر وكالعادة في التشكيك والتقليل من البطولة وقيمتها ولتُعيد بالذاكرة مقولة (الدوري ضعيف) وتحولت إلى (الآسيوية ضعيفة) وهذه العبارات هي امتداد للعجز والإحباط في مجاراة الهلال داخل الملعب..فكان لا بد من التجييش والتشكيك خارجه بعبارات الانهزامية والتبرير التي أصبحت محرجة لجماهير هذا النادي التي لم تعد تقبل بمثل هذا التشكيك المخجل بل أصبح العقلاء يطالبون بأن تقتدي إداراتهم بالهلال ونموذجيته التي صنعت هذه الإمبراطورية والسطوة المحلية والخارجية..ومن المؤكد بأن هذه العبارات لن تتوقف وستستمر ضد الهلال ومسيرته البطولاتية ولن نستغرب أن يطلق قريباً عبارة (كأس العالم للأندية سهلة وضعيفة) في ضل هذا الشغف الهلالي لإداراته ورجالاته وجماهيره التي ليس لطموحها حدّ أبداً...
«مقتطفات آسيوية»
* تواجد عبدالله الحمدان وعبدالله رديف وإعطائهم دقائق لعب أكثر أصبح ضرورة في ضِل الشح الهجومي الذي تعاني منه كرتنا وأهمية الاستحقاقات المقبلة وأهمها كأس العالم..
* « المال وحده لا يصنع بطلاً «.. نماذج السد والدحيل القطري والنصر السعودي تكفي للاستدلال بذلك...
* التفوق الواضح في الجولات الآسيوية الماضية لأندية الفيصلي والتعاون على الأندية الكبرى في قطر قد يكون ثمار السبعة أجانب واحتكاك اللاعب المحلي ومنافسته للأجنبي في دورينا القوي..
* دياز بخطى ثابتة وبالثقة التي منحها للاعبين البدلاء خصوصاً قادر على أن يكوّن فريقين بنفس المستوى والتأثير..
** **
- محمد الأحمري