- في المقال السابق عن (السيكودراما) من الأسبوع الماضي وداخل إطار (تدوين)، تحدثنا عن العلاج بالدراما الذي يجمع بين الفن التمثيلي وعلم النفس باستخدام تقنياته والتقنيات المسرحية، وأشرنا إلى أن هذا النوع من العلاج يساعد على تفعيل ما بداخل الفرد المستفيد أو الجماعة المستفيدة لتحقيق الرغبات الذاتية وإدراك المشاعر الدفينة والتعبير عنها بحرية كاملة، للقيام بمسالك جديدة أكثر فاعلية عن طريق التمثيل. واليوم نؤكد أن الدراما النفسية هي أسلوب علاجي فريد، تبعاً للفترة الزمنية التي يستخدمها المعالجون النفسيون، حيث يمكن رؤية من خلالها المستفيد في كائن إنساني إيجابي. وقد أشرنا إلى أهم الأدوات التي تؤدي إلى العلاج ومنها (القائد) وهو المخرج والمعالج النفسي الذي تتوفر لديه خبرة في علم النفس والعمل الدرامي المسرحي لكي يستطيع قيادة العمل بنجاح. ويليه (المجموعة) وهم المستفيدون الذين من حقهم إظهار قدراتهم التمثيلية ومشاعرهم وعواطفهم بحرية تامة في إطار التوجيه العام من المخرج لهم. ثم (الممثلون) وهم الفئة التي يتم اختيارها لتمثيل الأدوار بحسب قدرات كل واحد ورغبته. ويليهم (المساعدون) وهم فريق العمل الذي يعمل تحت قيادة المخرج من فنيين لديهم خبرة بتقنيات المسرح. ثم (المسرح) وهو مكان العمل التمثيلي المناسب والذي تتوافر فيه عوامل الاطمئنان والأمان من أجل أن يؤدي الممثلون أدوارهم بطبيعية. ولهذا وذاك لابد أن نشير اليوم إلى وجوب (خطة علاجية) تتضمن الخطة مراحل عدة يتم تنفيذها لتطبيقها وفق مراحل زمنية، وفيها تكون (التهيئة)، وهي إعداد المجموعة العلاجية المستفيدون من الناحية النفسية والبدنية والاجتماعية، من أجل الوصول بهم إلى معرفة أهداف الدراما كفعل ثقافي فني يساعدهم على إبراز قدراتهم للتعبير عن مشاعرهم وإمكاناتهم في مجال المسرح. الخطوة الثانية التي تعقب التهيئة (الحدث)، حيث يقدم المعالج الدرامي للمستفيدين كموجه ومشرف الأعمال الدرامية التي سيقدمونها مسرحياً بمحض إرادتهم واختياراتهم. بعد ذلك (التكامل)، وهي مرحلة يقدم فيها المستفيد أو المستفيدون الأداء السيكو درامي لإعادة اتزانهم النفسي وتنمية الإحساس لديهم ونمو الاستجابات السلوكية الإيجابية على المسرح، وأخيراً (الارتداد) ويقصد بمرحلة الارتداد، هو صدى الرجع أو التغذية المرتدة، وتتطلب معرفة المعالج الدرامي آراء المستفيدين وشعورهم تجاه أدائهم، كذلك معرفة ملحظاتهم ومقترحاتهم، لغرض تطوير عمل العلاج بالدراما وتغييره إن احتاج الأمر حسب الإمكانات المتاحة (انتهى).
** **
- مشعل الرشيد