تم تخصيص الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر. والشعر يملك قدرة كبيرة على تنبيهنا وبعثنا من غفلتنا وتفتيح بصائرنا لرؤية آيات الجمال المحيطة بنا، ودفعنا إلى الصبر على النوائب والصمود.
يشهد التاريخ على اعتماد الشعر منذ العهود الغابرة لنشر السلام في العالم، كما أنه لا يزال حتى يومنا هذا يعد من الوسائل القادرة على تكريس قيم الأمن والأمان ونشر ثقافة السلم والسلام للإنسانية جمعاء.
لم يكن الشعر لسان الحرب والشر والعداوة والجفاء، فهو يرفع من سوية المشاعر إلى أرفع درجاتها، وينبذ القهر والظلم ويرفضه. ولعل من ضمن حسناته القدرة على مكافحة العنف والإرهاب. ولطالما اتخذه الشعراء سبيلا لحفظ كل أشكال القيم الإنسانية.
كان الشعر عبر العصور والتاريخ دعوة للسلم والخير والمحبة والصلح، وقد تبلورت هذه الفكرة منذ عصور لدى الشعراء المؤمنين بقيمة الحياة المقدسة وضرورة التعايش السلمي والتسامح المفضي والتنوع الثقافي إلى الأمن والباعث على الحوار الحضاري بين الثقافات المختلفة.
الشعر باعتباره الكائن الأقرب إلى مشاعر الأفراد ومطالبهم وآمالهم، والمجسد لأحلام الشعوب، والمعبر عن أسمى أشكال روحانياتهم، وهو الذي يمد الشعوب بالشجاعة من أجل تغيير العالم والمناداة بالمساواة بين الجنسين واحترام الهويات الثقافية والعرقية.
ونظراً لأهمية الدور الذي يلعبه هذا الشعر، وقدرته الفريدة على مخاطبة الناس واختراق وجدانهم بلا استئذان في كل مكان وزمان على اختلاف ثقافتهم، فقد استخدم لتحقيق غاية سامية تتمثَّل في نبذ العنف والإرهاب.
الشعر يرسم معالم وأشكال وضروب التأريخ ومخزون الذاكرة، وإن الحرص على تعزيز هذه الأشكال من التبادل والتناقل والحفاظ عليها لجدير بأن يكون الغاية التي يسعى هذا اليوم العالمي إلى بلوغها.
إن من أهداف إحياء يوم عالمي للشعر هو تعزيز الاحترام المتبادل والتلاحم الاجتماعي الرامي إلى المحبة والسلام. فالاحتفال باليوم العالمي للشعر، احتفاء بالتنوّع اللغوي والثقافي سيدفع إلى فرصة حقيقية لنشر ثقافة التسامح والأمن والسلام في شتى ربوع العالم.
** **
merajjnu@gmail.com