ماذا يتبادر إلى ذهنك عند كلمة القطاع الخاص؟ ربما الأرباح ونمو المشاريع والحصول على العقود والخروج بصفقات رابحة، إن القطاع الخاص هو ركيزة من ركائز الاقتصاد المحلي ينتج الصناعات المختلفة ويقدم ويدعم الكثير من القطاعات لتحقيق الرخاء للفرد والمجتمع، ومع الخصخصة والمشاريع الواعدة أصبح القطاع الخاص يستقطب مختلف التخصصات والمجالات ليخلق المناخ المناسب ليغذي منظومته المهنية بالفرص التي تناسب تطلعات الحاضر ليواكب مستقبلاً مشرقاً يستديم بإتاحة الفرص للجميع فالمنافسة في سوق العمل وتعدد الكفاءات هو ما يحدد أبجديات نطاقات المهن لذلك التعليم المستمر هو شعار هذه المرحلة من القرن الحادي والعشرين مقروناً بأساليب التعليم الذاتي المختلفة.
وبطبيعة الحال مواكبة المجتمع الوظيفي تكون أكاديمياً إما بالدراسة التقليدية أو انتهاج نموذج برامج التعليم عن بعد التي مخرجاتها دراسات عليا وأطروحاتها علم ومعرفة وما هي إلا نتاج التقدم التقني الذي تعيشه المملكة جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية حققت المرتبة الخامسة عالمياً من بين 140 دولة في مؤشر سرعة الانترنت المتنقل مما يخدم ويعزز أواصر الاقتصاد الرقمي والاستفادة من مقدراته في بيئة معرفية خصبة التفرد.
وكما أن للدورات عن بعد نصيب الأسد في تكاملية استدامة المعرفة في زمن لا يقبل التسويف والتأجيل وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، إن أفضل استثمار للوقت هو التعلم فالأمم لا تنهض إلا بما ترثه من العلوم وما تستثمره بها وقد سهل الإنترنت التعلم بالإضافة إلى تبني نظام العمل عن بعد لدى بعض الشركات والمؤسسات وتلك من ثمرات الاقتصاد الرقمي القائم على تبادلية المعرفة.
ومن زاوية أخرى الدخول في التجارة عن طريق تطبيق منهجيات علم الإدارة والتسويق إلكترونياً دون الحاجة إلى فتح محل تجاري وتوفير قيمة إيجار المحل وخلافه إن المجتمع الوظيفي تطور بتطور التقنية لذلك سواء كنت موظفاً أو ريادي أعمال فالورقة الرابحة هي تطبيق معادلة التطور المستمر المرادف للتعليم الذاتي، يكاد لا يكون هناك مهارة لا تستطيع أن تتعلمها على جهازك الشخصي مما يسرع في تعزيز أدائك المهني بأسهل الطرق.
لقد يسر لنا التقدم الذي نعيشه واستحدث وسائل متعددة للتطوير سواء على الصعيد المهني أو المعرفي كما أنه بلور طرق الإنتاجية والعمل في خضم تطور رقمي متجدد التحديثات، ولا مناص من القول إن الفرص الوظيفية تكتسب بسواعد الهمم التي لا تنفك عن العمل الطموح والفكر المتقد.
أما القابعون في أروقة الكسل والأعذار الواهية فهم الذين بخسوا أنفسهم قبل أن يرخصوا إمكانياتهم التي تمنحهم التقدم فالأصل في الحياة الاستمرارية ومن يردد شعار حينما تأتي الفرصة المناسبة أريد أن أقول له مقولة سبنسر فولرتون بيرد: (يقولون إن الوقت سيغير كل شيء، ثق أن لا شيء سيتغير إن لم تتغير أنت).
لا تعش اليوم مثل الأمس، بل تأكد أنك أضفت معلومة إلى رصيدك المعرفي زد في الدنيا ولو كلمة حسنة حتى يكون لوجودك معنى يمنحك شرف التجربة الإنسانية قبل أن تكون نسياً منسياً في عالم يتمخض بآخر التحديثات بين كل لحظة ولحظة.