«ليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية، فهذا الأمر يخصنا نحن السعوديين، ولا أحد يستطيع فعل شيء حيال ذلك»
هذه خطوطنا الحمراء العريضة لكل دول العالم التي قالها قائد التغيير والتطوير والريادة ومهندس رؤية المملكة 2030 محمد بن سلمان.
ودول الخليج لم تنس أول قرار أمريكي بعد تولي الرئيس بايدن الرئاسة الأمريكية في شهر فبراير من العام الماضي عندما قام بتبني رفع التصنيف عن الحوثيين كمنظمة إرهابية على الرغم من الاعتراضات داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك لم تنس التهديد والوعيد بإعادة فتح ملف 11 سبتمبر خلال رئاسة الرئيس بايدن والذي طالبت المملكة بالشهر نفسه الذي وقع فيه انهيار الأبراج بتقديم أي دليل أمريكي في تورط الحكومة السعودية بهذه الدبلجة الهوليودية. فضلاً عن اللعب ومحاولة إعادة ملف المواطن السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله - على الرغم من أن هذا الملف تم إقفاله بعد صدور أحكام القضاء السعودي على المتورطين السعوديين بالحادث.
والقائمة تطول مما تواجهه دول الخليج بشكل عام والمملكة بشكل خاص من الإدارة الحالية للبيت الأبيض التي تختلف سياساتها عن سابقاتها من الإدارات باستثناء عهد أوباما الذي حاول بكل ما يستطيع الإضرار بالمملكة والمنطقة وخدمة إيران ولكن بحمد الله ومنته باءت محاولاته بالفشل.
ولو رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس بيل كلينتون في البيت الأبيض لوجدناه يضمر الخير للمملكة قيادة وشعبًا بدليل مشاركته في منتدى جدة الاقتصادي في جلسة كان يديرها الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق بوقتها - و أمير منطقة المدينة المنورة حاليًا فقد ذكر كلينتون أن «ليست هناك دولة على الأرض ذات اقتصاد بحجم اقتصاد المملكة العربية السعودية يمكن أن تبقى على النمو الخارجي المبني على التجارة فقط». مسترسلاً إلى القول إن «السعودية ليست مجرد دولة منتجة للنفط بقدر ما ينبغي أن تكون مركزًا للطاقة العالمية».
وإشادته بمبادرة ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز، باعتباره أول قائد يطرح تصورًا لتسوية قضية الشرق الأوسط لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط منوهًا بالعلاقات الأزلية بين المملكة وأمريكا.
وكذلك زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أثناء جولته الأمريكية وما حملته من صداقة ومودة واحترام للرئيسين السابقين بوش الأب وبوش الابن ووزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر
كل هذه المشاعر المتبادلة مع الإدارات الأمريكية المبنية على الاحترام والرغبة القوية لدى أمريكا بالتمسك بحليف قوي عربي يقود العالم الإسلامي ومن أهم الحلفاء بالشرق الأوسط ومواصلة الالتزام بالمعاهدة التاريخية بين الزعيمين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
ليس هذا فحسب فعلى المستوى الشعبي نجد أن آخر المواقف البطولية والفدائية قام بها طالبان سعوديان يدرسان في أمريكا وقد انتقلا إلى رحمة الله تعالى غرقًا في نهر «شيكوبي» في ولاية ماساتشوستش الأمريكية خلال محاولتهما إنقاذ طفلين أمريكيين من الغرق وهذان الطالبان هما جاسر بن دهام آل راكة اليامي (25 عامًا) وذيب بن مانع جاسر آل راكة اليامي (27 عامًا) المبتعثان إلى الولايات المتحدة الأمريكية وما تبع ذلك من تعزية لأسرتيهما من الرئيس الأمريكي السابق ترامب فضلًا عن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين بجميع الأصعدة.
هنا أقول إن المملكة ليست دولة تابعة لأي قوة عظمى ولن تكون أبدًا أداة لتحقيق مصالح الآخرين على حساب مبادئها ومكانتها. فما تقوله المملكة يتم فوق الطاولة وهو نفسه ما يحدث تحت الطاولة بكل وضوح وصدق وشرف.