حوار - عوض مانع القحطاني:
لم تكن تتوقع أنها ستترك الطب، ولم تكن تتوقع أنها ستترك اليمن، وقالت يؤلمني شتات أبناء اليمن، ويؤلمني هذه المآسي التي ترتكب في اليمن.. يؤلمني أن أرى بلد الحكمة، وبلد العروبة بأيدي مليشيات إرهابية تحارب عن إيران
مذيعة الأخبار السياسية في قناة العربية والحدث أسماء بنت محمد علي راجح تحدثت لـ«الجزيرة» أثناء تواجدها في المشاورات اليمنية- اليمنية وغطت أحداث هذه المشاورات.. وقالت الراجح: سعادتي غامرة لأني في بلدي الثاني المملكة الحاضن الحنونة لنا.. مملكة الإنسانية.. الجار الذي يعرف الجيرة ويعز عليه ألا يضام جاره.
عشت في مسقط رأسي بلدي العزيز إلى قلبي اليمن، لم أكن أتوقع أني سوف أغادر اليمن، درست الطب ولكن ظروف الحرب والخروج من الوطن جعلني أفكر في البديل عن ممارسة الطب، وتحولت إلى الإعلام السياسي، كنت أقدم حفلات النشاطات في المدرسة، وكانت عوناً لي في حب الظهور، وبشكل جريء حتى أصبحت لا أهاب الميكرفون.. توجهت إلى العمل في الإعلام من خلال برامج معينة، وبعد أن حصلت الحرب في اليمن أصبح لزاماً علي أن أقف في وجه هذه المليشيات، وتوجهت إلى قناة العربية بحكم انتشارها الواسع في الوطن العربي، وفي خارج الوطن العربي فتحت لي هذه القناة صدرها.. ووجدت ما كنت أتمناه أن أغطي أحداث اليمن سياسياً وأقف مع بلدي ومع الشرعية.
أنا أم لطفل، وزوج ليمني، وأعيش حياة مستقرة، ولكن همي.. كيف يتحرر بلدي من قبضة هذه المليشيات الحوثية، ويرجع أبناء اليمن كما كانوا في بلدهم آمنين مطمئنين.
وقالت راجح: إن هذا جمع يمني كبير غير مسبوق، وقبل أن أكون إعلامية فأنا ابنة اليمن.. اليمن الواحد ولست منتمية لأي حزب أبداً.. الوطن فوق الجميع، الوطن هو الانتماء الحقيقي للولاء، وهو حبي الكبير.. انخرطت في عالم السياسة، وهو حلمي، وهي مهنة شاقة، وندفع ثمنها من صحتنا وقلوبنا.. طموحاتي القادمة أن أكون كما الجندي الذي يدافع عن وطنه ويحرره وسلاحي هو مهنتي، خاصة في الملف اليمني السياسي، أنا أتحرك بهويتي اليمنية في أي مكان أحافظ على لهجتي لم أغيرها.
* ما هي ذكرياتي في اليمن؟
- هي حبي لليمن، جعلني أدين لهذا الوطن، حبي ومشاعري هو لليمن.. اليمن فيها ثروة وفيها خير كثير من الخيرات مثل الزراعة وهي سلة غذاء.. لم نترك عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، ما زالت في الذاكرة رغم ما وصلنا إليه من تطور، إلا أن عاداتنا ما زالت في ذهني منذ الصغر.. اليمن هو مصدر لكثير من العادات الحسنة.. اليمن بلد العروبة، بلد الشهامة، نحن بحاجة إلى جيل الأمس.
* هل تتوقعين أن اليمن سوف يعود إلى طبيعته السابقة؟
- أنا مؤمنة وعندي اعتقاد بأن اليمن سوف يعود.. هناك ناس غيورون على بلدهم لن يرضوا سلب عاداتهم وتقاليدهم، لن يرضوا مصادرة عقيدتهم.. هذه المشاورات اليمنية وما خرجت به من قرارات ستكون فاتحة خير، ولكن إذا صدقت النوايا وحسن العمل من جميع من وضع الشعب اليمني ثقتهم فيهم.. وإذا خلصوا سيعود بلدنا كما كان بحول الله.
ونحن في أول الخط.. الأجيال بحاجة إلى دعمنا والوقوف في وجه أعداء اليمن، المطلوب تضافر الجهود والتركيز كيف الخروج بالوطن إلى بر الأمان.. لأن عمر الموت لم يكن شعار اليمن، بل الحياة شعار اليمنيين.. اليمنيون يعمرون ولا يهدمون، لأن اليمني ناجح في التجار في العلم في البناء ولديهم عزيمة.
* ماذا استفاد أبناء اليمن من هذه الحرب؟
- علمت أبناء اليمن النشء الكثير، احتكوا بدول كبيرة تعلموا ثقافات مختلفة.. علمتنا هذه الحرب قيمة الوطن وكيف نعتمد على أنفسنا.
لذلك الجيل القادم سوف يكون جيلاً قوياً جداً جيلاً يمتلك سلاحاً هو العلم والمعرفة.
وقالت راجح: دائماً الأمل في الله كبير ، المشاورات التي عقدت في المملكة هي الخطوة الأولى لهذا الشعب، أصبح لدينا أرضية صلبة لكل المكونات اليمنية الآن، لم يعد هناك فجوات بين هذه المكونات، أصبحت اليوم قوية ومتفاهمة ومتوجهة لخدمة القضية اليمنية، وهي الفرصة الأخيرة، إما حياة كريمة وألفة وطنية شامخة وإما شتاتاً، وهذا من حق الأجيال القادمة أن تعيش بسلام وحب ووئام، وحب الدين والعقيدة الصحيحة بدلاً من الخرافات والانصياع وراء الأفكار الهدامة بعيداً عن الحزبية، حزبنا هو الوطن هذا هو المطلوب، هناك أطفال وشعب مشرد يحتمون ويلجئون إلى الصحاري وإلى الكهوف للاحتماء من صواريخ الحوثيين التي تطاردهم وكذلك وسط الشموس والخيام، ما هو ذنب هؤلاء الأبرياء؟
* كيف ترين تجنيد الأطفال في جبهات القتال؟
- هذه مأساة وعار على المجتمع الدولي، أين القانون الدولي لحماية هؤلاء الأطفال من عبث الحوثيين، أين المجتمع الدولي أين القانون الدولي لحماية هؤلاء الأطفال من عبث الحوثيين، أين المجتمع الدولي من حرمان الأطفال من المدارس، أين المجتمع الدولي من تغيير المناهج، أين المجتمع من تغذية الأطفال بالمذاهب الشيعية وفرضها عليهم في الجامعات والمدارس، هذا أمر مؤلم كذلك، عار علينا أن نجد جيلاً من أبناء هذا الوطن معاقاً بسبب الزج بهم في جبهات القتال، صعب علينا أن نرى جيلاً معاقاً بسبب زراعة الألغام في الطرقات والأحياء، لذلك لابد من مشروع وطني يعالج هذه القضايا وإذا لم نفعل فلن يكون لنا وطن علينا أن نحافظ على لحمتنا.
أكثر كارثة في الحرب هي أخذ الأطفال من المدارس وفي أعمار 6 سنوات والذهاب بهم إلى الحروب في جبهات القتال، هؤلاء الأطفال يحملون سلاحاً أكبر من أوزانهم، ويتعرض هؤلاء الأطفال للضرب والاغتصاب، الحوثيين يحملون الأطفال ذخيرة وأغراضاً يذهبون بها للحوثيين الموجودين في الكهوف، والجبال وهؤلاء الأطفال نبكي عليهم.
الحوثي يحكم بالحديد والنار، الحوثي يرتكب جرائم لا تعد ولا تحصى في حق الشعب اليمني، دفعنا الثمن، الأسر تعاني من الضغوط عليهم لأخذ أبنائهم وهذه كارثة، الحوثي غيّر ملامح اليمن، أكل الأخضر واليابس، ودمر جيلاً كاملاً، لم يرحم الحوثي أحداً، في كل بيت قتيل أو معاق، ولم تعد هناك بهجة ولا فرحة تحت سلطة الحوثي خاصة أهلنا في صنعاء.
* أنتِ محللة سياسية، كيف ترين دور مشائخ اليمن؟
- القبيلة محور أساسي، فيها الطبيب وفيها المهندس وفيها رجال القوات المسلحة والأمنية، لذلك اليمن بحاجة إلى القبيلة وصوت مشائخ القبائل مهم في مثل هذه الظرف لاستعادة الوطن، هناك من المشائخ من هم مع الدولة ويقومون بالواجب، وهناك بعض المشائخ من وقعوا تحت نار الحوثي ولكن حان الوقت لينهض الجميع ويدفعون عن وحدة ولحمة اليمن، حان وقت للحمة القبيلة مع الدولة، لأن الأرض مثل العرض لابد أن نحافظ وندافع عنها، معظم الذين يقاتلون على الجبهات هم قبائل هم الحصن الحصين لهذا اليمن، السوار المنيع لليمن هم القبائل، نحن نعول على القبائل في المرحلة القادمة.
* كيف ترين من خلال متابعاتك للأحداث موقف المملكة؟
- أقول وبكل صدق المملكة ومنذ سنوات طويلة وخيرها عن اليمن وأهل اليمن، المواطن اليمني في المملكة يعيش كأنه في بلدة، وأحسن من ذلك يمارس حياته ويمارس أعماله، المملكة تعمل مع اليمن حتى يكون اليمن مستقراً وآمناً.
تاريخ المملكة مع اليمن مشرق وأخوي لا مثيل له وعلى الإخوة اليمنيين أن لا يتأثروا بالإشاعات والإعلام المغرض، المملكة البلد الذي لا يريد منا إلا أن نعيش حياة مستقرة المملكة ليس لها أي أطماع في بلدنا، مواقف المملكة ومنذ اندلاع الحرب لم تتغير، تدعمنا في الداخل اليمني وفي المجتمع الدولي، ما يجحد مواقف المملكة إلا حاقد وناكر جميل، المملكة تعمل على إرساء السلام في اليمن والبحث عن الحلول، المملكة سعت إلى لم شمل اليمن، المملكة تسعى لحفظ أمن اليمن وأمنها كذلك، المملكة أحبطت مشروع إيران في اليمن تحملت خسائر كبيرة، فلماذا لا نقدر هذه المواقف من بلد شقيق وأخ كبير مجاور لليمن، المملكة لها ثقلها الدولي وفي العالم الإسلامي وتدعم اليمن بسخاء، المملكة تحافظ على التوازن في العالم ولها مكانتها الكبيرة وأكبر دليل على حرص المملكة على اليمن، هذه المشاورات اليمنية، والتي خرجت بنتائج جيدة ستعود على الشعب اليمني بالخير فلها منا الدعاء الصادق.