عثمان أبوبكر مالي
في مستهل شهر شوال القادم يستأنف دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم للمحترفين منافساته، في الجولة السادسة والعشرين، بعد توقف طويل لمبارياته؛ يصل إلى قرابة ثماني وأربعين يوماً، بسبب مشاركات المنتخب الوطني الأول في تصفيات آسيا النهائية إلى كأس العالم (2022) والتي تكللت بالنجاح(والحمد لله) ومن ثم منافسات دور مجموعات دول الغرب في دوري أبطال آسيا التي تستضيفها المملكة في أربع مدن وبمشاركة أربعة فرق سعودية، أرجو لها التوفيق وتجاوز هذا الدور كما هو معتاد في كل عام ومنتظر في هذه المرحلة من التصفيات الآسيوية.
الدوري سيستأنف -كما يبدو- وهناك عدد من الملفات والقضايا الرياضية (الهامة) التي تتعلق بالمنافسة والأندية الرياضية وخلافاتها والدوري ومراحله الحاسمة، والمتروكة تتداول كما هي وتطرح حولها تساؤلات وعلامات استفهام كثيرة، وتتناثر آراء متعددة وتأويلات مختلفة ووجهات نظر شخصية وقانونية (متناقضة) تزيد من غموضها ووضعها والضبابية الواسعة التي تغلفها، والسبب هو أن هذه الملفات المهمة تركتها اللجان المعنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم (عالقة) دون حل وعلاج أو قرار، أو حتى توضيحات (مقتضبة) تعطي مؤشرات حول مصيرها ومستقبلها قريباً أو بعيداً، والتزم أيضاً مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الصمت المطبق حيالها وكأنه يضع في أذن طيناً وفي الأخرى عجيناً، وعلى طريقة (أبو الهول)!!
من بين الملفات التي تتداول تبرز بقوة ـ على سبيل المثال ـ قضية العقد المزدوج للاعب نادي الهلال محمد كنو، وملفه الحائر بين لجنة الاحتراف وغرفة فض المنازعات مع صمت كبير ومريب، رغم ما يتردد عن مخاطبات رسمية وصدور أكثر من بيان يتعلق بالقضية من الناديين المعنيين الهلال والنصر في أوقات متفاوتة!!
ومن أهم الملفات او القضايا (العالقة) التي تثير الجدل قضية التحكيم في منافسات الدوري، ومستوى كثير من الحكام (الأجانب) الذين يتم إحضارهم (بفلوس) الأندية الراغبة والمتطلعة إلى تحكيم عادل لمبارياتها، وهناك عدم رضى كبير عن أدائهم ومخاوف عريضة من مستوياتهم، خاصة إذا استمر حضور الحكام الأجانب على غالبية نفس الأسماء والطريقة التي تتم من بداية الموسم.
المخاوف الكبيرة الواضحة طبيعية من الجميع مع اقتراب الموسم من نهايته، لكنها ازدادت بعد التصريحات الإعلامية لرئيس دائرة التحكيم في الاتحاد السعودي لكرة القدم، السيد (مانويل نافارو) والتي ذكر فيها انه (شخصياً) ليس راضياً عن أداء الحكام، واعترف أن اللجنة غير قادرة على توحيد (تفسير بروتوكول الفار وتدخله في الأخطاء)عند الطواقم التي تحضر لقيادة المباريات، بسبب اختلاف مدارسها، وقال ما هو أخطر من ذلك وهو أن اللجنة (غير قادرة على إحضار الحكام العالميين البارزين (النخبة) بسبب مشاركاتهم في دولهم وقاراتهم، معللاً بأن من يحضروا هم (أفضل المتوفرين وليس الموجودين)!!
من هنا أرى أن الحق كل الحق مع مسؤولي تلك الأندية وجماهيرها الذين يفصحون ويؤكدون مخاوفهم من التحكيم (المحلي والأجنبي) مع تبقي خمس جولات فقط للدوري والمنافسة الكبيرة فيه، سواء على مراكز المقدمة والبطولة، أو على مراكز المؤخرة وصراع الهروب من عدم الهبوط، وبدلاً من أن تكون الجولات الخمس الأخيرة هي (حاسمة)الخوف كل الخوف أن يجعل التحكيم منها جولات (حالقة) للمراكز و(حارقة) للمنافسة ويكون اللاعب الرئيس في الترتيب الذي سينتهي به الدوري.
كلام مشفر
«يدفع النادي(175) ألف ريال من أجل إحضار طاقم تحكيم أجنبي، ويرتفع المبلغ إلى (219) ألف ريال إذا حضر معه طاقم غرفة الفار، ويقول المسؤول الأول عن الاختيارات لا نستطيع إحضار حكام نخبة أو أفضل الحكام الموجودين وإنما المتوفرين(!!)
«دائرة التحكيم (مطالبة) بأن يكون لها (تقييم) خاص بالحكام الأجانب الذين يحضرون لإدارة المباريات وبدرجات تعتمد على معايير(فنية)تحكيمية، وعلى ضوئها يتم رفض الحكم (الضعيف) الذي لا يحصل على رضى اللجنة بتقييمها، ولا يحضر ثانية حتى في مواسم قادمة.
«بذكاء أغلقت لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين بعد وضعها جدولاً لمباريات الدور الأول المؤجلة والمتبقية، ولتلعب قبل أن تستكمل باقي المباريات في أسابيع الجدول، وصححت بذلك غلطة التأخير الطويل وإن تأخرت فيه.
«فرق تتوقف طويلاً وأكثر من شهر وفرق تواصل المعمعة واللعب دون توقف، والأمر (سلاح ذو حدين) للطرفين، لكن النجاح لن يكون إلا لمن يحسن التعامل مع الحد الإيجابي ويستفيد استفادة قصوى بمنهجية و(طريقة علمية مدروسة)!