المملكة العربية السعودية اختارها الله لتكون منطلق الرسالة المحمدية ومهبط الوحي فقال سبحانه {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} وهذا الاصطفاء والاختيار شرفٌ كبيرٌ وفخرٌ عظيمٌ من لدن الرب الكريم لهذا البلد الأمين الذي أقسم به سبحانه وتعالى فقال {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} استجابةً لدعوة إبراهيم عليه السلام حين سأل ربه عز وجل قائلاً {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} فكان بلدًا آمنًا مطمئنًا وأمتنُّ الله عليه بقيادةٍ حكيمةٍ راشدةٍ تطبِّق شريعةَ الله وتقيم حدوده فانتشرت المساجدُ في أرجاء هذا الوطن المبارك وعلت من خلال مآذنها كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» الحاملة للعزة والخير والبركة والسعادة وقامت هذه القيادة المباركة من لدن الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود مرورًا بأبنائه البررة وحتى هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان برعاية أشرف بقعتين وأطهر مكانين على المعمورة بيت الله الحرام في مكة والمسجد النبوي في طيبة الطيبة وبذلت الغالي والنفيس في خدمتهما حتى إنَّ ملوك هذه البلاد يتشرفون بلقب خادم الحرمين الشريفين والذي أعلنه الملك فهد- رحمه الله تعالى - فلُقِّب به إبان حكمه لهذه البلاد المباركة وثبَّته الملك عبدالله -رحمه الله تعالى- وانتقل إلى الملك سلمان- حفظه الله ومتَّعه بالصحة والعافية- فصار الحرمان الشريفان في أبهى حللهما نظافةً ورعايةً وحماية وتواصلت الرسالة الخالدة والدعوة المباركة من بيت الله الحرام ومسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم من خلال منبريهما العظيمين فكان وما زال أئمة الحرمين- وفقهم الله - يخاطبون العالم أجمع بما جاءت به الشريعة السمحة من توجيهات وتعاليم وإرشادات منقولاً ذلك كله من خلال قنوات فضائية إضافةً إلى الخطاب المباشر لملايين الحجاج الذين يتوافدون على هاتين البقعتين في موسم الحج العظيم ومواسم العمرة ونظرًا للدور الكبير الذي يمثله المسجد في الدعوة إلى الله جل وعلا فقد قامت المملكة ببناء المساجد والمراكز الإسلامية في كثير من دول العالم كالدول العربية والإسلامية، وأمريكا وبريطانيا وبلجيكا وأستراليا والصين الوطنية وكوريا وغيرها. ويُعدُّ عهد الملك خالد- رحمه الله - بداية انطلاقة المملكة العربية السعودية في تعمير المساجد، والمراكز الإسلامية في الخارج؛ حيث شهد هذا العهد تنفيذ الكثير من هذه المشاريع في مدن شتى من دول العالموهو استخدام لوسيلة دعوية جديدة بذلت المملكة من أجلها كل غالٍ ونفيس، وكان لثقلها السياسي، وعلاقاتها الدولية القوية مع دول العالم دور كبير في تسهيل إقامة مثل هذه المشاريع على أراضي بعض الدول؛ الأمر الذي وسَّع من انتشار الإسلام، وربط بين المسلمين في ديار الغربة, كما أسست مكاتب توعية للجاليات الموجودة داخل الوطن تابعةً لوزارة الشؤون الإسلامية تهدف لدعوة غير المسلمين للإسلام وتوعية المسلمين منهم بالدين وتوثيق رابطتهم بالدين الحنيف بدروس ودورات ومحاضرات وندوات وكتب وأشرطة ومطويات وفي هذه البلاد المباركة جهاز أمني ممثلاً في وزارة الداخلية يقف وراءه رجالٌ مخلصون وقفوا بالمرصاد للمفسدين والمخربين من أهل الضلال والإرهاب وشارك في هذه الجهود العظيمة وزارة الشئون الإسلامية موعيةً المجتمع بخطر داء الإرهاب من خلال خطب الجمعة والمحاضرات في المساجد ومكثفة المناشط الدعوية التي تستهدف فئة الشباب لتحصينهم ضد داء الإرهاب الوبيل حتى صارت البلاد مضرب المثل في الأمن والرقي الأخلاقي ويُشار إليها بالبنان. ولم تقتصر جهود قيادة هذه البلاد على نشر الأمن الداخلي بل توسعت الجهود فاضطلعت بحمل هموم المسلمين في كل مكان فتواسيهم حين تمسُّهم ضراء الحروب أو تطالهم يد العدوان أو تنزل بهم مصائب الدهر ماديًا ومعنويًا مُسهمةً في نشر الأمن في بلادهم والسعي بما تمتلك هذه القيادة الرشيدة من مكانةٍ كبرى ومنزلةٍ عظيمة في العالم في التخفيف من معاناة المسلمين وتفريج همومهم فالقوافل الإغاثية لا تنقطع من هذه البلاد عن المحتاجين وما وقفة سلمان الحزم - سدده الله وزاده عزَّاً- ويؤازره عضيده الأمين ولي العهد الهمام محمد العزم - وفقه الله وزاده من فضله- مع أهل اليمن في مصابهم الأليم إلا شاهدٌ واضحٌ ودليلٌ صادق على ذلك إضافةً لقضية فلسطين التي تبنتها منذ عهد الملك المؤسس وسعت وتسعى بكل ما أوتيت من قوة في حلها والوقوف مع إخواننا الفلسطينيين لإعادة حقوقهم المسلوبة والمشروعة كما أنَّ من حكمة هذه القيادة الرشيدة أنْ فتحت المجال للشعب للإسهام في هذا الدور الكبير من خلال حملات شعبية لجمع المساعدات المادية والمعنوية فكانت هي القدوة في ذلك فيفتتح مليك البلاد هذا المشروع الخيري ويتوالى بعده أصحاب السمو والعلماء وأهل المال والأعمال وعموم الناس مما كان له الأثر الواضح بعد الله في وقاية هذه البلاد الطيبة من الشرور وبقائها رافلةًفي ثياب الأمن والرخاء, وإنَّه يتوجب علينا جميعًا وخاصةً الشباب الذين تُعقد علينا الآمال أن نبذل ما في وسعنا للمحافظة على نعمة الأمن والرخاء التي نعيشها وذلك من خلال شكرها قولاً وعملاً محافظين على تعاليم ديننا موثقين روابطنا بقيادتنا الرشيدة حذرين من دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها هم أهل ضلال وانحراف من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألستنا اتخذوا الخروج على الأئمة منهجًا والإفساد في الأرض سبيلاً خادمين بفعلهم المشين وسلوكهم السيء أعداء الدين مشوهين ديننا الحنيف الذي جاء باليسر والسماحة فحين بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذًا وأبا موسى الأشعري قال لهما (يسرا ولا تعسرا وبشرا وتطاوعا ولا تختلفا) سائلاً الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويحفظ وطننا من كل سوءٍ وكيدٍ ومكرٍ وأن يهدي شباب المسلمين ويجعلهم هداةً مهتدين.