عبدالعزيز بن سعود المتعب
الاحتفاء بكل التجارب الناجحة في الشعر بما فيها تلك التي لا تزال في طور التكوين وتمرحل شاعرها، هو أمر يحتمه إنصاف الإعلامي بمهنيته والوقوف من الجميع على مسافة واحدة. فالرابطة الأدبية من أقوى الروابط، وما يربط الشعراء بنظرائهم إحساس عالٍ وخيال خصب ودقة في التصوير وسرعة في البديهة في تجسيد المواقف قبل وبعد الآراء الشخصية التي هي في المجمل انتقاد لا نقدًا بمعناه الحقيقي كفن أدبي رفيع. أما أن ينبري إعلامي فشل في تقديم نفسه كشاعر رغم تسليط الضوء عليه للهجوم بتعميم لا يليق على أكثر شعراء مسابقات الشعر دون الاحتكام إلى المنظور النقدي فهو رأي انطباعي مردود عليه ولا يمثل إلا وجهة نظر صاحبه. والأولى مدّ جسور المودة والتقدير وزرع التفاؤل في نفوس شعراء الأجيال القادمة، فلربما كان بينهم في المستقبل المُبهر لا المتميز فحسب. والغريب أن المُشار إليه في الموضوع يُظهر حينًا التشجيع على مضض..! وغاب عنه أنه بازدواجيته هذه مؤخرًا -مع الأسف- قد فرّغ كلماته من مضامينها، وليته لم يفعل.
- وقفة للشاعر بدر الحويفي الحربي -رحمه الله:
الناس لو حاولت تكسب رضاهم
لاأرضيت لك واحد زعل منك عشرين
إمّا تجاملهم وتتبع هواهم
والا تجنبهم يقولون مسكين
هذا وانا مالي مقاصد وراهم
مهما سمعت وشفت بمجرد العين
مالي ورا عقّالهم واسفههاهم
لعلهم مني يكونون راضين
واقدّر الوافين وادمح خطاهم
وابعد محاضيبي عن المنطق الشين
واطلب عسى رب العباد يهداهم
واسعى لهم بالصلح لاشفت مخطين
والناس قدر عقولهم مستواهم
وعند العوارف ماتميل الموازين