د.عبدالعزيز الجار الله
الذي يزور مكة المكرمة هذه الأيام في النصف الأول من شهر رمضان 2022م، هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم وعظّمه الله سبحانه وتعالى، يشعر أن هذا العام صورة أخرى من صور الحج الأعظم:
- الحشود الكثيفة من المعتمرين والزوار تفوق السنوات الماضية في مثل هذه الأيام.
- إنجازات عمارة الحرمين الشريفين التي بدأت تأخذ شكلها.
- أن مشروعات البناء دائمة ومستمرة لا تتوقف طوال السنين الماضية والمستقبلية - بإذن الله.
- يشاهد عظمة البيت العتيق وساحته ومظاهر التعبد الركع السجود بصورة إيمانية معبرة.
يلاحظ فخامة بناء الحرم المكي الشريف وعناصره المعمارية في كل ركن وزاوية من الحرم.
- يلامس المعتمر والزائر بكل إحساس وصدق أعمال الحكومة الضخمة التي تشرَّفت في خدمة الحرمين.
اعتنت مشروعات الحرم بالمآذن الشاهقة على أركان وبوابات الحرم من أجل إيصال صوت الحرم وإضافة جمالية ورائعة للبناء وكأنها تحفظ توازن المعمار والبناء ذي الطراز البديع.
- شكلت الأبواب أنموذجاً غاية في الجمال والهندسة الإسلامية المميزة بالنقوش والكتابات والمنحنيات الجميلة المخضبة بالألوان الإسلامية الأصيلة.
- الأعمدة والتيجان أشبه بالأعمدة المزروعة في تجاويف المساحات الركنية لبناء الحرم المكي وكأن البناء غابة من الأعمدة الرخامية.
- تشكل القباب المستديرة نصف الكروية عناصر معمارية تضيف للمسجد الحرام هيبة المعمار وجمالية بألوانها المنسجمة مع المآذن.
- الأقبية (القبو) الأسطوانية الشكل رمز من عناصر العمارة الإسلامية القديمة لها وظيفة معمارية وجمالية.
- تعتبر الأروقة واليوان - وهي المصليات الجانبية المحيطة بالكعبة المشرَّفة - عناصر وظيفية للعمارة لاستيعاب المصلين في ساحة الكعبة المشرَّفة، وتعطي أعمدتها إضافة جمالية تكمل الساحة.
- أما مجموعة المحاريب الجمالية والوظيفية لحمل المباني العلوية فهي رابط للبناء ورابط أيضاً للطراز المعماري الإسلامي في العصور القديمة لأنها تعتبر أساساً في البناء، وكذلك عنصر رمزي للعمارة الإسلامية، أيضاً تأصيل للمساجد في العالم الإسلامي.
نخلص بالقول أن منطقة الحرم بمكة المكرمة قدمت صورة نموذجية للعمارة الإسلامية وخاصة عمارة المساجد، كما قدمت صورة عن مدى حجم التنمية الحضارية والاقتصادية التي تعيشها المملكة العربية السعودية، وقدمت كذلك صورة ذهنية لما تبذله بسخاء قيادة هذا البلد الكريم من ميزانيات سنوية مفتوحة للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.