الهادي التليلي
منذ أن وطأت جائحة كورونا تكشف للعالم الوجه الحقيقي للغرب الوجه الذي طالما زينته وسائل الإعلام والسينما والدراما الغربية وغيرها من الوسائل وجه تكشف فعلا عندما تركت دول تقاوم الجائحة منفردة على غرار إيطاليا وإسبانا تحت شعار الخلاص فردي وجه تكشف أيضا عندما رمى الإيطاليون شيوخهم في الشوارع تحت شعار البقاء للأصلح، جيل كامل أسس للجيل الحالي رمي في الشوارع لمقارعة الموت في وجه جائحة حطمت مقاذيف بلدان كذبت علينا وسائل إعلامهم في تصويرهم بممثلي الملائكة على الأرض استطاعوا فعلا التسويق لأنفهم، ولكن عندما هبت رياح الجائحة سقطت الأقنعة، في تلك الفترة يشهد العالم والتاريخ أن المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة استطاعت أن تسد ثغرة غياب الأمم المتحدة عن المشهد، وأن تعوض غياب الدول الغربية بأن قدمت عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة وعن طريق بوابة مجموعة العشرين وغيرها من الحلول التي ارتأتها للبشرية أن تقدم الكثير للدول الفقيرة وللدول الإفريقية العاجزة عن مواجهة كورونا وأن تقدم الكثير لدول آسيا وأن تقدم الكثير كذلك لدول أوروبية عريقة التاريخ كبيرة الاسم والسطوة وأن تقدم الكثير لقارات بعيدة تقع في ما وراء البحار والمحيطات فالسعودية تتفاعل مع العالم بقيمها المتوارثة انطلاقا من تاريخ دولتها الذي يناهز الثلاثة قرون وبوفاء لتعاليم الدين وروحه الذي بزغ من مكتها قبل 14 قرنا وانطلاقا من وزنها الاقتصادي والجيوسياسي كرقم وازن في معادلة السياسة العالمية.
السعودية التي دعمت الشرق الإفريقي ووقفت إلى جانب تنميتها من خلال جهود وزارة الشؤون الإسلامية وصندوق الاستثمارات العامة ودعمت المغرب العربي وسائر أقطاب المعمورة لم تقل للعالم الخلاص فردي بل نظرت إلى الاستحقاقات الكونية كمسؤولية بقطع النظر عن المنظمات والهياكل والقوى الأخرى إن كانت قامت بواجباتها أم لا.
ولو نظرنا إلى ما يعصف بالبشرية حاليا من تهديدات بحرب كونية جراء الحرب الروسية الأوكرانية لم تنتظر السعودية فشل الجهود الأخرى لتتقدم كرقم فاعل في المشهد وبما لها من رصيد وثقل ومحبة في قلوب كل أطراف المواجهة لتتقدم من خلال مبادرة ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان للتدخل بقصد رأب الصدع بين المواقف وهو ما وجد آذانا صاغية من جميع الأطراف خاصة وأن نهجها في الديبلوماسية هو عدم الاصطفاف وراء أي لاعب في المشهد وإنما الوقوف خلف المصالح الإستراتيجية السعودية بحكم كونها ممن يتبع أثرهم ولا تصطف خلف أحد وتلك القوة الجالبة للفخر لكل العرب والمسلمين وسائر دول العالم إذ لا تحتاج لفيتو متقادم عمره عمر نشأة الأمم المتحدة فوزنها أقوى واحترام البشرية لها لا حدود له مما يجعل للمملكة مسؤولية كبرى تجاه العالم وذلك قدر الكبار.