سهوب بغدادي
لفتني الإقبال الغفير على محاضرات وحلقات نقاش ريادة الأعمال وإطلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ففي تلك الليلة الرمضانية جلست وحيدة بين مجموعة من الشباب والشابات ممن يمتلكون (بزنس) واعداً أو متعثراً أو سابقاً، فكانت أغلبية الآراء تفيد بأن أصل نجاح المشروع يكمن في تواجد الفكرة الابداعية أو الفريدة، من ثم تقديم خدمة لفئة معينة واستهدافها بالشكل الأمثل، في الوقت الذي تعد فيه الجائحة العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا أحد الأسباب لخسارة وتعطل مشاريع عديدة، إلا أن البعض قد ربح خلال الجائحة أكثر من أي وقت مضى، أو ربح بشكل استثنائي في تلك الفترة، على نمط التجارة الموسمية، خلال الجلسة هم كل ريادي بوصف رحلته الطويلة وقصة النجاح من عدمه، وما لاحظته أن أغلبيتهم يمتلك أكثر من مشروع أو نشاط في مجالات لا ترتبط ببعضها البعض، وتذمر الناجحون من ظاهرة التقليد، فعندما ينجح مطعم ما ستجد مطعم آخر يفتح أبوابه بجانبه، وقد تجد الحارة بأكملها تبيع الشاورما مثالًا، لذا يستحسن تقنين عدد المحلات التي تمتلك النشاط ذاته في الشارع بعينه، لنبتعد عن ظاهرة «عم شاورما» و»ابن عم شاورما» والأسماء تتشعب وتتوسع إلى ما لانهاية، في الختام، كان لي تعليق خلال الجلسة الحوارية ألا وأننا يجب ألا نصبح مجتمعًا استهلاكيا بحت، وأن تصبح المادة والبيع والكسب هاجسنا ومحركنا في الحياة، بل الأصل الإنسانية إذ يستحسن بكل صاحب مشروع أن يخصص جانب الخدمة الاجتماعية، وفعل الخير لكي نكون متصلين بخالقنا في أعمالنا وأقوالنا وسائر شؤون حياتنا.