أقبل علينا شهر الخير والتسامح شهر المحبة والعطاء، وهو عند الله خير من ألف شهر، يحمل معه أغلى وأثمن البشائر التي أُرسلت من السماء السابعة لأهل الأرض أمة الإسلام كافة، دون فرق بين عربي ولا عجمي إلا من رزقه الله -عز وجل- التقوى، وهذه البشائر تتضمن أسمى ما يرجوه الإنسان المسلم، ولكم أن تستشعروا وتتخيلوا أعزائي القراء تلك النِعم وهي.. الرحمة، الهداية من الضلال، الحق المبين الذي يجعلك على بصيرة نيرة لتفرق بين الحق والباطل.. وكذلك الحسنات المضاعفة والله يضاعف لمن يشاء ، المغفرة، بها تُغفر الذنوب والعتق وهو نجاة من النار «أعاذنا الله منها وإياكم ووالدينا»، فالعتق نجاة ووسيلة لدخول الجنة جعلنا الله وإياكم ووالدينا من أهلها..
إذاً فتلك النفحات الربانية تتنزل على الصائمين القائمين الذين يرجون ما عند الله من الجزاء الأوفى. قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان سورة البقرة آية 150.
وهذهِ الآية الوحيدة التي ورد فيها اسم شهر رمضان المبارك في كتاب الله الكريم، وقد جاء عن نبينا الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنب».
ويُعد شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة لتأهيل وتطهير النفس والروح، حيث تجديد الإيمان والإقبال على الطاعات، واستثمار أيامه ولياليه، في زيادة الرصيد من الأجور التي وعد الله سبحانه وتعالى عبادة الصائمين، ورمضان شهر المحبة والتسامح شهر البذل والعطاء وهو شهر السلام، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ سورة القدر آية 5.