عمر إبراهيم الرشيد
* ها قد أصدر البنك المركزي قراراته بشأن بعض التعاملات المصرفية التي اعتدنا خلال السنوات الماضية إجراءها إلكترونيًا، وعن طريق الجوال ونحن بكل أريحية متكئون على الأرائك. وهذه كما نعلم من نعم الله التي سخر لنا هذه التقنيات لتسهيل سبل العيش والعمل، لكنها لاينبغي أن تكون هي المهيمنة، والعنصر البشري لاغنى عنه طال الزمن أو قصر. وليست هذه دعوة للرجوع للوراء أو تقليلاً من هذه الثورة الرقمية، لكني سبق أن كتبت هنا مرارًا بأنه لابد من المحافظة على المزج بين كفاءة العنصر البشري والتعامل الرقمي وعدم الفصل بينهما، وتسخير هذه الكفاءة لتسيير الأعمال وخدمة المجتمع. فعبارة (ادخل المنصة أو التطبيق) حلت محل (راجعنا بعد أسبوع) والتي كانت تسمع في معظم الدوائر الحكومية سابقًا، وقلت من قبل إنه مادام المراجع قد حضر بنفسه لهذه الدائرة أو تلك، فليس إحالته إلى الموقع الرقمي أو التطبيق تسهيلاً أو خدمة له، فلربما لايتقن التعامل مع هذه التقنيات ولذلك حضر بنفسه للحصول على الخدمة، أو أنه لايطمئن إلى هذه التطبيقات ومدى دقتها أو لأي سببٍ آخر، ومن حقه أن يحصل على الخدمة التي يحتاج إليها من الموظف المختص، وهذا في القطاع العام والخاص على السواء.
* التهاب الأعصاب : من أبرز قيم مدرسة رمضان العظمى ضبط النفس وإبعادها عن الإسفاف والحماقة وانفلات الأعصاب. واذا كان الكثيرون منا يشكون من عصبية الشارع وخصوصًا أواخر نهار رمضان، وأن الكثيرين منا يستغرب هذا التوتر من البعض، فمرد ذلك عدم استحضار قيمة الصيام، أو تحول العبادة إلى عادة لدى البعض، إما لضحالة تفكير وإما لجهل. ثم إنه لا يتفهم البعض كذلك أحوال البعض من المصابين ببعض الأمراض سواء فسيولوجية أو نفسية، كالسكري أو الضغط وغيره، فهذه الفئة يحسن بنا تفهم حالتهم وتحمل من لا يستطيع منهم ضبط انفعالاته في نهار رمضان، عافاهم الله جميعًا وتقبل منهم ومنكم الصيام والقيام، إلى اللقاء.