عثمان بن حمد أباالخيل
أسوار مرتفعة وسميكة تختلف في ألوانها وأشكالها مع اختلاف من يسكن ويقيم وراءها، إنه سور الشلة العظيم الذي يُؤمّن المصلحة المشتركة المصلحة القائمة على المناطقية والقبلية والعنصرية والوظيفية والرياضية والأدبية والصحية والعائلية، أسماء الشلل نختلف هذه شلة المدير، وهذه شلة المدير العام، وهذه شلة رئيس النادي، وهذه شلة العائلة، وهذه شلة الحي، وهذه شلة الاستراحة، وهذه شلة الفنانين، وهذه شلة المؤلفين، وهذه شلة المعلمين وهذه شلة المعلمات، وهذه شلة الإداريات وهذه شلة الممثلين والممثلات والكثير من الشلل. وتأثير هذه الشلل على الإنسان تختلف حسب موقع الشلة.
الشلة هي مجموعه أصحاب المنفعة الذين تجمعهم المنفعة المشتركة وأعضاؤها يتمتعون بنفس المميزات، وهناك شلل لها أسماء جميلة وجذابة، وهناك شلة المدير الفلاني الذي يجتمع من حوله الكثير من الموظفين المنتفعين، أما الموظفون غير المنتفعين فهم يعيشون خارج السلم الوظيفي. ترى هل مصطلح الشلة ظاهرة اجتماعية مقيتة أم أنها ظاهرة اجتماعية محببة وهدفها خدمة المجتمع في كافة شرائحه، أم تراه داء عِضالا غير حميد يحتاج إلى دواء فعال يقضي عليه. هل نبالغ حين نقول وراء كل فساد إداري شلة ما أسهمت بقصد أو غير قصد في استشراء الفساد أو إخفائه وحرمتْ أصحاب الحق من حقوقهم.
نقرأ ونسمع أحيانا كثيرة عن لاءات الشلل، لا للشللية في مؤسساتنا التعليمية، لا للشللية في الجامعات، لا للشللية في المدارس الخاصة، لا للشللية في البنوك، لا للشللية في قطاع العقار، لا للشللية في تداول الأسهم، لا للشللية في القطاع العام، لا للشللية في الأندية الرياضية، لا للشللية في رجال الأعمال، لا للشللية في المؤسسات الخيرية والكثير من اللاءات. اختراق الشلة صعب وصعب جداً ويعتمد على قوة وتأثير أداء الشلة على المحيط الذي تعمل فيه وعلى موافقة جميع الأعضاء خوفاً على السرية والدخول بطريقة عليها علامة استفهام.
ليس للشلة وجه آخر، كنت أعتقد أن شلة العائلة وجه جميل لكن غيّرت رأيي فليس هناك وجه جميل للشلة، فجميع الوجوه تلبس الأقنعة وتتغير حسب المصلحة والشلة إلا تلك الشلل الوقتية التي تنتهي مع انتهاء الهدف منها مثل شلة المذاكرة. بعض الناس يحرمون من حقوقهم حيث إنهم ليسوا أعضاء في الشلة ولا يعرفون أحدا من أعضاء الشلة ولا يمكن أنْ يخترفوا سور الشلة وإن طال الزمن. وأسوأ الشلل هي شلة رفقاء السوء كفانا الله من رفقاء السوء وشلل السوء الذين يهدفون إلى نشر الفوضى وعدم التقيد بالأنظمة والقوانين ويفرحون للأعضاء الجدد.
إن الشللية داء مُدمر طارد للإبداع والتفوق حيث السيطرة التامة على زمام الأمور التي تؤدي إلى الترهل، مع العلم أن الشللية لها وجهان إيجابي وسلبي لكن السلبية لها نصيب الأسد. ديننا الإسلامي الحنيف حث على الجماعة ودعا إليها، فلنكن جميعا جماعة واحدة وفق ما بين لنا الشرع من تعاليم، فإن يد الله مع الجماعة والابتعاد عن الشللية المقيتة وإعطاء المبدعين والمبدعات في كافة مجالات الحياة أدوارهم التي يستحقونها دون إدخالهم في عالم الشللية وأنا من طرف فلان.