صيغة الشمري
يبدو أن ما يحدث هو أمر طبيعي، ليس مفاجأة ولا يحتاج لدراسات وأبحاث ومؤسسات اجتماعية لعلاج هذه الظاهرة التي تكبر مثل كرة الثلج وتملأ الدنيا ضجيجاً وجلبة وإزعاجاً، كثرة مشاهير السوشال ميديا وتزايد أعدادهم لم يعد بالنسبة لي بالشيء الغريب أو الظاهرة التي تحتاج إلى تفسير، كل ما يحدث هو نتيجة طبيعية لسيطرة الإعلام الجديد على المشهد، بمعنى أن كل شخص أصبح لديه القناة التلفزيونية الخاصة به، تذكرون كثرة القنوات التلفزيونية وسيطرة القنوات الرديئة على النسبة العالية من المشاهدة في ظل إفلاس القنوات التلفزيونية ذات المحتوى الهادف، مثلما للنخبة قنواتهم فـللعوام قنواتهم وللمراهقين قنواتهم وهكذا، لكن الذي يثير استغرابي ودهشتي ولم أستطع أن أجد له تفسيراً هو قيام مذيع من الإعلام التقليدي باستضافة مشهور من مشاهير السوشال ميديا ليطرح عليه أسئلة يندى لها الجبين تجعلك تتحسر لوعة على الحال التي وصل لها بعض نجوم إعلامنا الذي نحبه وأفنينا أعمارنا بين أروقته ونفخر بالرسالة التي يقوم بها، شهرة أغلب مشاهير السوشال ميديا التافهين لا تعني بأن لهم قيمة ولو تابعهم الملايين من الناس وازدحمت حساباتهم بالملايين من الريالات الإعلانية، لم أجد أي ماركة تجارية تحترم اسمها وقيمتها تعلن لديهم لحرصها على قيمتها واحتراماً لعملائها، طبعاً لا أقصد الجميع بل أقصد أولئك الفارغين من مشاهير الفلس، الأدهى والأمر بأنه لا يكاد يمر يوم دون أن تصطدم أعيننا في «ترند» لنقرأ «هاشتاق» سخيفاً وفارغاً عن أحد هؤلاء المفلسين، أصبحت تفاهاتهم تتصدر عناوين منصات التواصل في مشهد سيتم فيه إحلال المحتوى التافه محل المحتوى الهادف، الصدمة الأخرى بأن نجوم الإعلام التقليدي أصبحوا يركضون خلف نوعية رديئة من مشاهير السوشال ميديا وعذرهم البليد أن هذا ما يريده الناس، هذا العذر الذي أصبح مكشوفاً وغير مقبول في ظل نجاح برامج ومذيعين في قنوات محترمة يقدمون إعلاماً ذا قيمة!