في شوقٍ جاء به منادي الرحمن حي على الصلاة أبكت عبدالحميد وكأن النداء خصَّهُ، طريقٌ افتقد تهاليل صوتهِ وأشجارٌ تهزعُ لعل ملبي النداءَ قد جاء مسرعاً، وقفت في وضعها منتظرة ورياح لا تهزمُ. تعكّز على من كان ممسكاً بيديهم رحماك ربي لا أثقل عليهم، قالها وهو في شدةٍ تروي عزميةً لا تهزمُ.
تعطش رغم ارتوائه من برٍ لا يفقدُ، التف حولهُ رهطٌ من صلبهِ هذا يحيطهُ مدفياً وهذا يناجي رغباتهِ وتلك من مسافةٍ تلوحُ بدعاءٍ لا ينقطعُ وهذهِ ممسكةً مع من يسايرها، وصاحبةٌ أقسمت أن تجاورهُ حتى يفيق من حلمٍ عنيد.
وصحبٌ اصطفوا في طابورٍ منظمٍ للقيا رجلٍ لم يخذلِ الزمنُ فعلهُ، أبقى نفسهُ في شدةٍ حتى يرضي غرورهُ ويشفي عزيمةً من عهدٍ قطعه أنني للقيا الصباحِ ماشياً.
** **
- سليمان بن عبدالله الظفيري