خالد الربيعان
أسعد الله أيامكم، وكل عام وأنتم بصحة وخير وعافية، عندما نرى حولنا سواء كان قريبًا في آسيا أو خليجنا الحبيب أو أوروبا أو في أمريكا وكندا نجد أن صناعة الرياضة تطورت تطورًا مذهلاً باختلاف تطبيقاتها وإستراتيجياتها وأهدافها.
سأضرب عدداً من الأمثلة الناجحة في هذا الخصوص، وسأبدأ من القريب جدًا أمامنا دولة قطر نجحت في الحصول على تنظيم كأس العالم عام 2010م، ومن بعد ذلك التاريخ انطلقت نحو تأسيس خلية رياضية بجميع عناصرها، وهنا سوف أركّز على البرامج التي سوقت لقطر حول العالم وجعلتها محط أنظار الجميع منذ ذلك التاريخ، حيث أسست منظومة PIN SPOTR وجعلتها هي منطلق التسويق للرياضة القطرية بما يخدم قطر دون إسقاط على أنديتها أو أساطيرها أو منظومتها الرياضية ككل، حيث سخر البرامج للترويج للفعاليات منذ ذلك التاريخ وهذه الفعاليات أيضاً داخلها تسويق لقطر الدولة وتسويق لتاريخ قطر وثقافتها واقتصادها والاستثمار بها.
المثل الثاني من أوروبا الرياضة الإنجليزية كيف كانت قبل عام 1982م وكيف أصبحت بعد ذلك التاريخ بعد دخولها بأزمات كثيرة اجتمع القائمون على الدوري الإنجليزي لوضع حد لمهازل دمار الكرة الإنجليزية التعصبية والتي أدت إلى إيقاف الرياضة الإنجليزية في أوروبا، حيث بدأوا في الإعداد لوضع دستور رياضي يحترمه الجميع من أعلى رأس للكرة الإنجليزية إلى أصغر مشجع متضمناً الكثير من البرامج مثل البرامج القانونية والتجارية والتسويقية وبرنامج نبذ العنصرية والبرامج الإعلامية التي تخدم الكرة الإنجليزية وتسوقها حول العالم، ومن بعد ذلك أصبح الدوري الإنجليزي هو الرقم الأول حول العالم من خلال المشاهدات والتسويق والاستثمار والإبداع التسويقي وأصبح يدعم الناتج المحلي الإنجليزي بما يعادل 4 % ويوفر آلاف الوظائف ويعزّز منظومة الرياضة الإنجليزية برعاتها ومستثمريها وسياحتها وتسويق مدنها وثقافتها.
المثل الأخير هي أمريكا بلد الإبداع الرياضي الشامل، حيث ركّزوا على مبدأ الاستفادة القصوى من الرياضة وجعلها دائمة دون توقف، حيث جزأوا الألعاب الشعبية بحيث توضع كل لعبة في فصل معين، حيث هناك كرة السلة الأمريكية NBA صاحبة الصيت العظيم وكرة القدم الأمريكية NFL والدوري الأمريكي لكرة القدم MLS أبدعوا في تسويق وخلق الأفكار لهذه الألعاب وجعلوا الشعب الأمريكي بجميع أطيافه يتابعون هذه الرياضات بجنونها الإبداعي وتسويقها واستثماراتها وإعلامها المبدع.
أخيرًا في مملكتنا الغالية يجب أن نركز الجهود لنكون منظومة فعَّالة إيجابية تهدف إلى بناء الرياضة السعودية بجميع عناصرها سواء كانت اقتصادية أو إعلامية أو تسويقية هذا بالإضافة إلى الترابط مع القطاعات الأخرى التي تخدم صناعة الرياضة في مملكتنا الغالية.
دعوني أقولها بحزن كبير لأني كتبت الكثير والكثير حول كيفية تطوير منظومة الرياضة السعودية من باب حبي لوطني وعشقي لترابه... أقول إننا مشتتون ومفككون ننظر إلى المصلحة الشخصية فقط.