عبدالله العمري
يستحق محبو وعشاق الفيحاء الفرحة الكبيرة والليلة التاريخية التي عاشوها بعد وصول فريقهم لنهائي كأس الملك لأول مرة بتاريخ ناديهم، والتي جاءت من بوابة فريق الاتحاد احد اقوى فرق هذا الموسم والمرشح الابرز للقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وذلك بعد مباراة تاريخية لابناء المجمعة كان نجمها الاول حارسهم فلاديمير الذي قدم مستوى كبيراً جداً في هذا اللقاء.
وصول الفيحاء من وجهة نظري ليس مفاجأة او بضربة حظ فعندما تتجاوز فريقا بحجم وقوة الفريق الاتحاد فهذا فيه تأكيد قوي على ان هناك عملا كبيرا بذلته الادارة الفيحاوية لكي يصل فريقها الى هذه المرحلة من التفوق والتميز.
بلوغ ابناء المجمعة لنهائي اغلى وأهم المسابقات السعودية هو امتداد لوصول فرق التعاون والفيصلي في مواسم سابقة، ووصول الفيحاء لن يكون الاخير للفرق المتوسطة او البعيدة عن منصات التتويج، بسبب ان تركيبة الاندية السعودية في السنوات الخمس الاخيرة تغيرت كثيراً، وذلك بسبب الدعم الكبير جداً والتاريخي وغير المسبوق التي حظيت فيه الكرة السعودية مؤخراً، وهو دعم سخي جعل جميع الاندية السعودية قادرة على الايفاء بكل التزاماتها ومتطلباتها الكثيرة.
كما ان رفع عدد اللاعبين الاجانب الى سبعة لاعبين قلص كثيراً من الفوارق الفنية بين كافة فرق الدوري، واصبحت المستويات متقاربة جداً بين فرق دوري الامير محمد بن سلمان للمحترفين، وبسبب هذا التقارب الفني الكبير اصبحت الاثارة والقوة والندية حاضرة في جميع المباريات.
هذه الخطوات الكبيرة التي تعيشها الكرة السعودية من دعم لا محدود ورفع عدد اللاعبين الاجانب جعل بعض إدارات الاندية تستثمر ذلك بالشكل الصحيح وتمكنوا من قطع خطوات كبيرة بفرقهم نحو المقدمة.
فالظروف اصبحت مهيأة لأي رئيس ناد في الدوري السعودي ان يبدع ويصنع المستحيل لفريقه اذا كان يملك الفكر بعد توفر المادة في جميع خزائن الاندية السعوديه، بينما على النقيض الآخر هناك رؤساء مهما وفرت لهم من سبل التفوق لن يكون بمقدورهم تحقيق النجاح، ففاقد الشيء لا يعطيه مهما قدمت له من دعم، كما يحدث الان مع بعض الاندية التي تعيش اوضاعاً فنية صعبة بسبب انها ابتليت برؤساء يديرون انديتهم بفكر الهواة بعيداً عن الاحترافية والتطور.
فتجد نفس الأخطاء تتكرر في كل موسم بل بعضهم الاخطاء معهم تتفاقم بشكل واضح دون اي حل او علاج لها حتى مع هذا الدعم التاريخي، الا انهم حملوا خزائن انديتهم ديونا مالية جديدة سيكون المتضرر الوحيد منها هو النادي فقط.
واصبحت جماهيرهم لا تطلب اي منجز منهم، فالمنجز بنظرهم هو ان يقدموا الاستقالة ويفسحوا المجال لمن هو اكفأ منهم على قيادة ناديهم.