د.عبدالعزيز الجار الله
هل يمكن اعتبار الحرب في شرقي أوروبا إيجابية وفيها منفعة للعديد من دول العالم رغم الدمار الذي خلفته؟
أم إنها حرب تضر بمصالح الدول وتعيد النظام العالمي إلى الخلف سنوات حين كانت عصبة الأمم لتوها خارجة من الحرب العالمية الثانية منتصف الأربعينات من القرن الماضي؟
الغزو الروسي 2022م دمر أوكرانيا، حيث عاشت أوروبا أجواء الحرب العالمية الأولى والثانية، والتحضير لحرب عالمية ثالثة، فقد عاشت هذه المشاعر مع الدول الأوروبية الكبرى: ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومعها في آسيا اليابان والهند وباكستان، في حين على الطرف الآخر من العالم في شرق آسيا أفغانستان التي شهدت حروباً متتالية تركيزها كان في الثمانينات، وسوريا زمن الربيع العربي ما بعد 2010, واليمن وليبيا أيضاً في فترة الربيع العربي، كذلك الحال القضية المركزية للعرب فلسطين، جميع هذه الدول التي كانت تعيش أجواء حرب لسنوات طويلة، تراها في الربيع الأول من عام 2022 قد تغير حالها بدأت تعيش انفراجات سياسية.
يعود هذا الانفراج السياسي والعسكري لعوامل عديدة من أبرزها:
- حرب أوروبا روسيا وأوكرانيا وجهت الأنظار والاهتمام إلى شرقي أوروبا باعتبارها الحرب الحقيقية والتي تمس عصب روسيا وأمريكا والصين وبريطانيا وفرنسا.
- أن النظام الدولي بخاصة الدول الخمس العظمى بمجلس الأمن التي تملك حق الفيتو: أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا هي الممسكة بخيوط اللعبة السياسية والعسكرية وحتى النزاعات في العالم أجمع.
- اتجهت تجارة السلاح والتمويل العسكري وعتاد الحرب إلى أوروبا، اتجهت لدول الناتو والاتحاد الأوروبي ودول (المحور) الروسي والصيني إلى الحرب شرقي أوروبا.
- انشغال الدول العظمى في حرب أوروبا حيث بدأت تتغير معها المصالح والأولويات، لذا أصبح أي صراع خارج أوروبا أقل في الأهمية.
- القراءة الإستراتيجية السياسية أظهرت أن ما بعد أوكرانيا استجدت أمور جديدة ربما ستحدث بعض التطورات في موازين القوى، لأن العالم سوف يعيش توازنات جديدة وقد تصبح بعض من الدول العظمي دولاً كبرى فقط.