م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - يقال إن أكثر كلمتين يساء فهمهما واستخدامهما هما (نعم) و(لا).. فرغم أنهما كلمتان متناقضتان في معناهما إلا أنهما غالباً ما يتحول معناهما إلى النقيض أيضاً.. فتحمل كل كلمة معنى الكلمة الأخرى.
2 - مع كثرة استخدام كلمتي (نعم) و(لا) في الحياة اليومية إلا أننا نستخدمهما كردات فعل لحظية لا تعني أكثر من «خذ وهات» لا أكثر من ذلك.. وإلا فهي يمكن أن تتحول من «لا» إلى «ربما».. ومن «نعم» إلى «يحتمل» أو حتى «لا».. أي أنها كلمة توقف أو استراحة قبل الانطلاق أو إعادة تفكير.. ليس إلا.
3 - نادرون جداً من البشر الذين تقول لهم الدنيا (نعم) طوال حياتهم.. أما الغالبية العظمى من الناس فالدنيا تقول لهم (لا) أضعاف ما تقول لهم (نعم).. والسبب إما أن طموحهم يغلب كفاءتهم أو أنهم فقط يحلمون دون بذل الجهد.
4 - في عالم الأعمال يرون أن احتمالية حصولك على (لا) أعلى بكثير من احتمالية حصولك على (نعم).. لهذا فإن كل (لا) تحصل عليها تزيد من اقترابك من فرص الحصول على (نعم).
5 - وفي عالم المفاوضات لا تكون المفاوضة حقيقية إذا لم تسمع (لا).. فأنت إما أمام من لا يملك أن يفاوض فأنت تُملي عليه ما تريد إملاءً وهذه ليست بمفاوضة.. إذاً فأنت أمام ناقل للرسائل ولست في مفاوضة.
6 - (لا).. ليست كلمة فقط بل هي جملة مكتملة المعنى لا تحتاج إلى شرح أو تبرير أو تفسير.. لها معنىً قطعي حاسم يُفْهم فوراً.. ولا تحتاج فيه إلى المراجعة أو إعادة النظر.. وهي كلمة ارتبطت بالمنع والاعتذار.. كما ارتبطت بالرفض والاعتراض والاحتجاج.
7 - من أهم المهارات التي يجب تعليمها لأبنائنا هي معرفة كيف يقولون (لا) ومتى يقولونها، حتى لا يقعوا في مغبة مسايرة الآخرين في أخطائهم.. إما مجاملة أو خوفاً.
8 - لكلمة (نعم) دلالات الود والعطاء والمسايرة والخضوع.. وهي كلمة تحتمل الثناء كما تحتمل الذم، فليس لها موضع صريح في اللغة ثابت معناه.. فهي كلمة تتشكل حسب السياق والموقف والشخص والقضية.
9 - الذي لا يريد أن يسمع (لا) لن يتمكن من سماع (نعم).