عوض مانع القحطاني - «الجزيرة»:
أطلق معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الحملة الرمضانية لتراحم، ودشَّن المقر الجديد للأمانة العامة للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم.
وقال الأمين العام للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم صقر بن محمد القرني في حديث لـ»الجزيرة» إن هذه اللجنة تقوم بدور مهم لرعاية أسر السجين أثناء إيقافه وهي تقوم بدور إنساني نبيل.
وأوضح أن «تراحم» هي لجنة وطنية لرعاية السجناء في المملكة من أجل العناية بأسر السجناء والموقوفين، وهناك ثلاثة أعمال رئيسة تقوم بها هذه اللجنة.. وهي مسار الرعاية الأساسية ما يخص الاحتياجات الأساسية لهذه الأسرة وكذلك مسار العناية الأسرية تعمل فيه على وضع برامج إرشادية للأسرة.. لمنع الأسرة من الصدمة النفسية أو تصدع هذه الأسرة بعد دخول عائلها إلى السجن ويحكم على عائلها كسجين فنقوم بالتدخل المباشر لمعالجة أوضاع هذه الأسرة نفسياً واجتماعياً واقتصادياً ... وحتى تبقى الأسرة في ذاتها بعيداً عن ما حصل لهذا السجين.
أما المسار الثالث فهو مسار تنمية القدرات وهذا المسار، نسعى فيه فعلاً لتمكين وتدريب هذه الأسرة على خلق أعمال لهم وتدريبهم على عدد من الحرف من أجل نقلها من الرعوية إلى التنمية.
وحول دعم هذه اللجنة من قبل وزارة الداخلية أوضح القرني أن رئيس لجنة «تراحم» هو وزير الداخلية ونحن نتلقى كل الدعم والمساندة من هذه الوزارة بالإضافة إلى وزارة الموارد البشرية والإدارة العامة للسجون، حيث نعمل وفق ما يرونه وما هو صالح لأسرة السجين للحفاظ على هذه الأسرة من أي تشتت وبالتالي «تراحم» هي عائل لأسر السجناء ووزارة الداخلية ركن أساسي في عمل تراحم وتساندنا في كل أعمالنا الخيرية والإنسانية.. والعمل الميداني وشركاؤنا مع الجهات ذات العلاقة.. وعلاقاتنا مع هذه الجهات متعاضدة وكبيرة وهم يشاركوننا في اتخاذ القرار ونسعد بآرائهم.
وحول عدد الأسر التي ترعاها هذه اللجنة الوطنية بيَّن القرني قائلاً: لدينا إحصاءات وكان آخر تقرير في عام 2021 لدينا أكثر من 18 ألف أسرة نرعاهم بالإضافة إلى ما يقارب من خمسة آلاف سجين «مفرج عنهم» نقوم برعايتهم والأعداد تتفاوت من سنة إلى سنة ومن شهر إلى شهر.
وعن دور رجال الأعمال في دعم هذه اللجنة الوطنية لرعاية السجناء أوضح القرني: نحن نسعى إلى جعل أهل الخير شريكاً أساسياً معنا وهم بالفعل شركاؤنا في تقديم هذه الخدمة لأسر السجناء ونعوّل عليهم في تلبية احتياجات هذه الأسر ودعمها ونحن كذلك نتطلع إلى دور المجتمع وهم في الواقع يتفاعلون معنا في هذا الجانب وتعزيز هذا التكافل الاجتماعي.
وعن الأسر غير السعوديين ودور اللجنة في رعاية السجين الموقوف الأجنبي قال لنا دورنا من خلال التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وخاصة من هوياتهم وإقاماتهم نظامية هم يستفيدون من خدمات «تراحم» وعلى مستوى اللجان الفرعية في أنحاء المملكة والحالات الإنسانية تشملها خدمات تراحم حتى يخرج عائلهم أو يرحّل لكن التركيز الكبير على السعوديين مهما كانت قضاياهم.
وحول التوسع في فروع اللجنة الوطنية أبان القرني لدينا ما يقارب 15 فرعاً في عدة مناطق.. وكلما رأينا الحاجة لفروع في أي مكان تتم دراسة الوضع والعمل على افتتاح فرع جديد.
وفيما يتعلق بالاستفادة من الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيات قال: هناك فريق عمل لدينا من هؤلاء يقومون بدراسة الحالات وحجم المساعدات لكل أسرة، ودورهم مهم. ونحن في تراحم تقارير هؤلاء تساعدنا وتساندنا في أعمالنا وبرامجنا في مركز الاتصال الموحّد، فالباحثون دورهم إستراتيجي وكذلك الجمعيات الخيرية في المملكة تساندنا.
وحول سؤال عن إستراتيجية اللجنة الوطنية القادمة قال القرني: لدينا إستراتيجية نعمل عليها تم تنفيذها قبل عامين وهي مشاركة مع رؤية المملكة 2030 ولدينا في هذه الإستراتيجية عامل مهم أن نصنع حياة جديدة لأسرة السجين والسجين نفسه وأن لا يعاني الموقوف من هذه العقوبات، ولدينا خطة توعوية وتأهيل وعلى المستوى السلوكي.
وحول الفئات التي تركز عليها «تراحم» في دعمها لأسرة السجين والسجين من حيث الدعم والمساندة.. قال: نحن لا ننظر إلى قضية السجين مهما كان نوعها.. ننظر لحال الأسرة لدينا بعض الحالات التي تتطلب تدخل «تراحم» فيها على مستوى الدعم القانوني والمالي والاجتماعي ولدينا مبادرات نوعية من أجل تخفيف معاناة الأسرة من الصدمة وتركيزنا على من ليس له ذنب.
ما هي أغرب القصص لديكم عن الأسر التي يرعاها برنامج «تراحم»؟
القصص والحالات كثيرة جداً ولكن هناك أب وزوجته محكوم عليهما بالقصاص و»تراحم» ترعى أبناءهما وهم ينتظرون تنفيذ الحكم في أبيهم وأمهم وسوف نواصل رعاية هذه الأسرة.
وحول هل لهذا الدعم مدة معينة؟
رد القرني قائلاً: طالما السجين موقوفاً ومحكوماً فلا تتوقف المساعدات عن الأسرة مهما كانت المدة ضمن إطار تراحم حتى بعد خروجه من السجن تبقى «تراحم» مع هذه الأسرة من 6 شهور إلى سنة كمفرج عنهم.
قادة تراحم في مناطق المملكة:
لدينا نقلة نوعية في برامجنا ورجال الأعمال شركاؤنا.. ونتطلع إلى نقل العمل من مراحل التعاطف إلى المشاركة
كما تحدث مديرو اللجنة الوطنية لرعاية السجناء في مناطق المملكة لـ»الجزيرة»، فقد قال رئيس لجنة تراحم في منطقة القصيم عبدالرحمن بن ناصر السلمي: لا شك بأن هذه اللجنة تقوم بدور مهم وحيوي لاحتضان أسر السجناء وعمل هذه اللجنة يبشِّر بالخير لإسعاد أسرة السجين وزيادة مواردنا، مشيراً إلى أن تراحم القصيم ترعى ما يقارب من 100 أسرة.
وقال رئيس لجنة تراحم حائل عيسى الحليان: نحن نقدِّر دور الأمانة العامة لرعاية السجناء وما تقوم به من جهود ووضع الإستراتيجيات ونحن في منطقة حائل لدينا العديد من الأسر التي نرعاها وفق برامج مخططة جديدة حتى نسير عليها، موضحاً أن رجال الأعمال شركاء لنا وهم الداعمون لنا في جميع نشاطاتنا، مطالباً بأن ينتقل العمل من مرحلة التعاطف إلى مرحلة المشاركة.
وأكد رئيس لجنة تراحم في منطقة الجوف د. عبدالحكيم الحميد قائلاً: نحن نتطلع إلى دور رجال الأعمال وأهل الخير في دعم برامج تراحم ورعاية أسر السجناء والواقع أن هؤلاء هم شركاؤنا في برامجنا.. وهذه اللجان هي مظاهر حضارية وإنسانية تعمل في هذه البلاد.. لأن الدولة التي تقبض على هؤلاء الموقوفين هي من ترعى أسرهم من بعدهم مما يدل على أن هذه العقوبات هي إصلاح وليست انتقامية.. والدولة تريد أن تطبّق النظام، ولكنها في نفس الوقت ترعى السجين وأسرته.. وفخر لنا أن نجد هذه اللجنة الوطنية في مملكة الإنسانية.
وقال سعيد محمد الزهراني رئيس لجنة تراحم في الباحة: ليست بغريبة على بلادنا وقادتنا - حفظهم الله - العناية والاهتمام بأسر هؤلاء السجناء وهذا عمل لا يوجد في دول العالم الأخرى والعمل في هذه اللجنة كل يوم في تطور ولجنة تراحم تشعر السجين أن أبناءه في أيد أمينة من خلال اللجنة الوطنية لرعاية السجناء فهي تقف مع أسر السجناء وترعاهم، موضحاً أن اللجان الفرعية انتقلت في أعمالها إلى التدريب والتأهيل وهناك أفكار بنّاءة تعمل عليها «تراحم».
وقال ماجد سعد الحربي رئيس لجنة تراحم بالمدينة المنورة: نحن سعداء بافتتاح هذا المقر الجديد للأمانة العامة وسعادتنا أكبر لمناقشة العديد من القضايا التي تهم تطوير العمل، وهناك جهود تُبذل من قبل اللجنة الوطنية وكذلك إطلاق الحملة الرياضية لأسر السجناء والمفرج عنهم.
وقال العميد المتقاعد سعود محمد الرويلي رئيس لجنة تراحم الحدود الشمالية: لا شك بأن تدشين هذه الحملة وافتتاح هذا المقر الجديد دليل على حرص هذه البلاد على أسر السجناء والعناية بهم، وهناك نقلة نوعية ملموسة على أرض الواقع في عمل هذه اللجان، وأمراء المناطق هم داعمون لفروع اللجنة في مناطق المملكة.
وقال المهندس فؤاد جويد الشريبي رئيس لجنة تراحم محافظة جدة أنا سعيد بلقائنا بمعالي وزير الموارد البشرية والاستماع منه للعديد من الأعمال التي تعود بالنفع والفائدة على أسر السجناء، كما أن سعادتنا غامرة بهذه الخطوات وهذه الإستراتيجيات التي تعمل عليها هذه اللجنة الوطنية، ونحن نلمس حراكاً ونشاطاً كبيراً، مشيراً إلى أن دور رجال الأعمال دور مهم ولدينا عددٌ كبيرٌ من الأسر التي ترعاهم تراحم في جدة.