عثمان بن حمد أباالخيل
بين السمعة والشهرة يعيش ملايين البشر ساعين إلى اكتسابها. الإنسان ومهما كان لونه ولغته يولد دون ذلك ومع مرور السنين يبني ذاك من خلال قيم وأخلاق وسلوك وتعاملات تشكل سمعته وشهرته في حياته وما أكثر الذين يسقطون من أول سنة في عالم النسيان فهم يقفون على أرض هشّة تأخذهم إلى القاع حيث يعرف نفسه وما تدعوه إلى ما لا يستطيع القيام به. (السمعة أكثر الخدع زيفاً وبطلاناً، فهي كثيراً ما تكتسب دون وجه حق وتُفقد دون وجه حق) وليم شكسبير. بناء السمعة الطيبة الحسنة ليس بالأمر السهل فالآخرون هم من يرسمون تلك الصورة المستمدة من سلوك الإنسان في كل أحواله. وما يحز في النفس أولئك الأشخاص المكبلون بالسلبيات وفوضى التعامل مع الآخرين وذلك اللسان السليط. الإنسان العاقل من يهتم ويلتفت لكي تكون له سمعة طيبة وينتشر له ذكر حسن بعد مماته. هناك من يُغلّف السمعة بالريا ليراه الناس ويَسْمَعُوه لكنه سرعان ما يفقد ذلك البريق الذي يظن أنه بناه بطريقة صحيحة.
لمْ يعد مفهوم الشهرة كما كان بلْ أصبح في متناول الجميع بمفهومه الجديد الذي يكتب على رمل الطريق، وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد حددت المفهوم الجديد للأشخاص ذكراً أو أنثى لتلميعهم ونشر ما يقولون سواء أكان صالحًا أو طالحًا ونشر ذلك للناس الذين تختلف ميولهم وتوجهاتهم، المشهور أو المشهورة ماذا يريدون؟ يُشار إليه بالبنان، وأن يكون في بؤرة الاهتمام محاطًا دومًا بالمعجبين والمعجبات والمتابعين والمتابعات وقبل هذا الحصول على المال واكتساب احترام الآخرين. تنظيم دور المشاهير من الجنسين ولا أعلم كيف أخذوا هذا الاسم، تحتاج إلى جهة حكومية تطلع على المحتوى قبل نشره تفادياً للدعاية غير المسؤولة وأجزم أن هناك محتويات غير مسؤولة نشرت عن طريق التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على المجتمع.
وفي رأيي وزارة الإعلام هي الجهة الحكومية التي يمكنها القيام بهذا الدور في مناطق المملكة كافة. تقول الشاعرة الخنساء في وصف أخيها:
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ
كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
بيت الشعر يضرب لمن كان شهيراً بارزاً لا تخطئه العين.
أزمة السمعة السيئة تلقي بظلالها على من يريد أن يحسن سمعته، ربما القطار مر من هنا قطار السمعة الحسنة لكنه لا يزال يسير بسرعة بطيئة وربما عليه أن ينتظر قطاراً آخر فالحياة تعطي الجمال لمن يريد الجمال ويقطف الورد. ديننا الإسلامي يزخر بطرق تصحيح السمعة السيئة فمن يريد ذلك عليه العودة إلى علمائنا الأفاضل. للأسف هناك من أسوأ الصفات التي تلصق بالإنسان تشويه السمعة؛ فالذي يقوم بذلك قد يكون يحمل حقداً بقلبه أو كراهية أو مرضاً ولا يعرف حجم ما قام به.
همسة:
(الشهرة السلبية مثل الرماد يتطاير عندما تهب الرياح).