علي الخزيم
وعاد شهر رمضان الكريم بروحانيته وفضائله، ومعه تعود الروائح الطَّيبة من المطابخ لا حرمنا الله ملذاتها وطيِّباتها، كما نسأله سبحانه أن يقينا سهوات بعض سيدات المطابخ من اثر الصيام والإجهاد من العمل الوظيفي والمنزلي، وما ينجم عنه من أحداث غير سارة قُبيل الافطار تُنَغِّص على الأسرة روحانية الصيام ولذة الالتئام على سفرة الافطار، وقد تمتد آثار حوادث المطابخ لتطال متعة احتفاليات عيد الفطر المبارك، لا سيما اذا كانت قد سبَّبت حرائق مطبخية ومنزلية أو حروقاً جسدية لأحد افراد الأسرة، وما يسميه خبراء الدفاع المدني (الوميض اللحظي) لا يقتصر على المنازل؛ فالمطاعم وما ماثلها قد تكون عرضة لهذه الوقائع نتيجة لضغط العمل بساعات محددة وتعدد اصناف المطبوخات وتزايد سخونة الاجهزة تزيدها حرارة الأجواء الصيفية، ما يستلزم الحذر الشديد والعمل بنصائح اجهزة الدفاع المدني الهادفة - بعون الله - لمنع أو الحد من هذا الوميض المحرق دون سابق انذار.
وقد نفَّذت ادارة العلاقات والاعلام بالمديرية العامة للدفاع المدني مؤخراً حملة للتوعية بمخاطر الغاز المُسال واستخداماته؛ لرفع مستوى الوعي الوقائي والسلامة العامة بجميع مناطق المملكة؛ ولاتقاء حوادث الوميض اللحظي الذي يسببه تشبُّع المكان بالغاز المتسرب بغفلة من العاملين بالمطابخ والمطاعم ونحوها؛ ومع أي شرارة أو تماس كهربائي أو احتكاك قادح بين الأواني والاجهزة والافران والمواقد يحدث الوميض وتتبعه الحرائق والاصابات المؤلمة، ويُقدم الدفاع المدني جملة من الارشادات والنصائح لتفادي ذلك منها: الخطوات الأربع التي يلزم اتباعها عند حدوث تسرب الغاز بالمنزل أولها إخراج جميع أفراد الأسرة من الأماكن القريبة من الخطر، والمبادرة بقفل صمام مصدر الغاز كالاسطوانات مثلاً، وتجنب استخدام مقابس ومفاتيح الكهرباء أو القدَّاحات (الولاعات) أو اي مصدر للشرر، والمسارعة لفتح النوافذ ببطء دون احتكاك شديد قد يسبب الشرر؛ وكذلك فتح أي منافذ أو مصادر طبيعية للتهوية ولخروج الغاز من المكان، وحول الاستخدام الآمن للغاز يؤكدون على انه من الضروري اختيار المكان المناسب والآمن للاسطوانة، والتأكد من التمديدات وسلامتها، وإغلاق مصدر الغاز عند مغادرة المطبخ، والفحص الدوري للمواقد والأفران، كما ينصحون بضرورة تركيب جهاز كاشف لتسرب الغاز، فكانت ابرز اهداف الحملة التي نُفّذت بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية التعريف بمخاطر الغاز والنتائج المترتبة على سوء الاستعمال وطرق الوقاية منه، والحد من الخسائر البشرية والمادية، ونشر ثقافة السلامة الوقائية.
وبدوري فإني انبِّه لاهمية توفُّر طفايات الحريق، كما اهيب بالسيدات والفتيات ترك الهواتف الجوالة والاجهزة المحمولة اثناء عملهن بالمطبخ؛ ذلكم ان اطباقهن الجميلة الفاتحة للشهية تشجعهن لتصوير ونشر لقطات مبتكرة لها (قبل وبعد) تقديمها على السفرة، بحيث يعرف الاقارب اطباق الافطار قبل افراد الاسرة داخل المنزل، هذا الافتتان بالتصوير والنَّشر يُلهي عن حرارة الافران والاجهزة وتسربات الغاز، فاحذروا يحفظكم الله.