يشكو الأحبةُ دمعي ما خفاياه
الوجهُ أكملَ حزناً ما عهدناهُ
أضحى وأمسى كسيفَ البالِ مكتئبا
أوجاعُ قلبٍ فهذا ما لمِسْناهُ
قد غادرتْ فرحتي ميناءَ مُلتجئي
واستعظمَ البِشرُ مني ثُقْلَ مَرساهُ
تراكمتْ بيننا الأحزانُ واجتمعت
على رحيلٍ مريرٍ ليس ننساهُ
غابوا سراعاً وعينُ الحزنِ تُبْصرُهُم
ما جفَّ دمعٌ، وطعمُ الفقدِ ذقناه
ماتوا تباعاً فغاضَ الأنسُ، وانطفأتْ
أنوارُ بهجتِنا والسعدُ ويلاهُ
حزنٌ طغى فوقَ حزنٍ يا لقسوتهِ
دعوتُ حزناً إلى حزنٍ ليسلاهُ
هذا يموتُ وذاكَ الموتُ يَطلبُهُ
قلبي غدا كاسفاً والدمعُ ينعاهُ
أختٌ أخٌ وأبٌ حانٍ قدِ اختطفوا
جمرَ الفؤادِ وشيئاً ما وصفناهُ
حاولتُ صبراً كتمتُ الهمَّ ما قَبِلا
يا ربُّ هونْ علينا ما رضيناهُ
أنسامُ لطفٍ مضوا بيضاً فما حَمَلوا
ضغينةً أو بسوءٍ بيننا فاهوا
يا ربُّ لُطفَكَ إنَّ الركبَ قد رحلوا
من غيرِ حقدٍ نما والخيرُ أشباهُ
لم يطلبوا منكَ إلا عَفْوَ ما فعلوا
وموضعاً في جنانِ الخلدِ ترضاهُ
** **
محمد عبدالرحمن الرغيان الحربي - القصيم - بريدة