وَدَّعْتِ -أُمَّاهُ-؛ فَالعَيْنانِ مِدْرارُ!
والرَّاحِمُ الله، مَا يَقْضِي فَمُختارُ
«واها»؛ جَمِيعُ القَوَافِي عَنْ مَدَى حَزَنِي
عُجْمٌ، فَمِنْ أَيْنَ لِي -يَا فَقْدُ- أَشْعارُ!
«واها»؛ عَلَى كُلِّ صَوْتٍ قُطِّعَتْ كَبِدِي!
مِنْ أَيْنَ؟! مِنْ أَيْنَ لِي -يا أُمُّ- تَصْبارُ؟!
لا أَكْذِبُ الله َ؛ إِنْ لَمْ يَأْتِنِي مَدَدٌ
مِنْهُ، أَكُنْ قَشَّةً، وَاجْتاحَ إِعْصارُ!
لا أَكْذِبُ الله َ؛ هذا الجَمْرُ في مُقَلِي
بَعْضُ الحَرِيقِ، ومِنْ أَحْشائِيَ النّارُ!
لا أَكْذِبُ اللهَ؛ قَلْبِي فارِغٌ؛ رَحَلَتْ
عَنِّي التي أَوْحَشَتْ مِنْ بَعْدِها الدّارُ!
لا أَكْذِبُ الله َ؛ ما طِفْلٌ دَعا قَلِقاً
«أُمَّاهُ!» إلا أَذابَ القَلْبَ تَذْكارُ!
لا أَكْذِبُ الله َ؛ إظلامٌ -طَوَى أُفُقُي-
عَمَّ النَّهارَ، فَمَا لِلصَّبْرِ إبْصارُ!
يا نَفْسُ، دَمْعَةُ طَهَ، وَابْنُهُ نَفَسٌ
يَحْتازُهُ المَوْتُ، للمَحْزونِ إِذْكارُ!
صَلَّى وسَلَّمَ رَبِّي، كُلَّ آوِنَةٍ،
عَلَيهِ، ما اسْتَنْقَذَ المَوْتُورَ أَنْوارُ
«القَلْبُ يَحْزَنُ»، والعَيْنانِ دَمْعُها
جارٍ، ويا رَبُّ، ما تَخْتَارُ مُخْتارُ!
** **
- تركي الزميلي