يتفطّر القلب أسى وحزنًا على فراق عزيز عليك، فكيف حين يكون الفقيد بمثابة والدٍ لك تعتزُّ به وتفخر.
وهذه أبيات أرثي بها أخي الأكبر عبدالله بن محمد المالك الذي وافته المنية صباح الجمعة الماضية (وإنا على فراقك يا عبدالله لمحزونون).
يا موتُ هل غيَّبتَ أغلى أنجمي
وأخذتَ مِنَّا ذا الصفاتِ الأكرمِ
لا والذي خلَقَ الوجودَ فإنَّه
مَلكٌ سماويٌّ بهيئةِ آدمي
عزَّيتُ نفسي فيه عزَّيتُ النّدى
من لا يُعزَّى في وفاةِ المُلْهِمِ؟
فهوَ الذي مهما وصفتُ فإنني
أروي وما وَفَّى شمائلَهُ فمي
قد كان بحرًا بالجواهرِ زاخرًا
يَسقي المروءةَ من سماحةِ مُنْعمِ
وهو الذي أعطى ولم يبخل على
حُزْنِ اليتيمِ ولا الفقيرِ المُعْدَمِ
وهو الذي في الصّبر كان تجمُّلاً
تُروى وتُكتبُ في الصّحافِ الأوْسمِ
وهو الذي منه التواضعُ يَستحي
طلقُ المُحيّا في سماحةِ حاتمِ
أنا ما رأيت مثيله في دُنيتي
من طيبه خُلُقٌ تَجَسّدَ في دمي
ما جئته يومًا لأشكو حالتي
إلا خرجتُ بديمةِ المُتبسّمِ
يا ليتني لم أسمع الخبرَ الذي
كالصاعقاتِ هوى بليلٍ مُظلمِ
لكنني آمنتُ باللهِ الذي
خلقَ الخلائقَ وهو أكرمُ مُكْرمِ
قلبي تفطَّرَ والدموعُ تناثرتْ
من أنّةٍ في خاطري المتألّمِ
ربّي دعوتُك أنْ تُطيبَ مقامَه
في جنةِ الفردوسِ أغلى مغْنمِ
وبقبرِه وسِّعْ عليه كأنّه
قصْرٌ يُشعّ ضياؤه كالأنجمِ
سأظلُّ أدعو اللهَ مغفرةً له
تَهَبِ اللقاءَ مع النبيِّ الأكرمِ
** **
- شعر د. سالم بن محمد المالك