عبد العزيز الهدلق
أسفرت قرعة كأس العالم عن تواجد منتخبنا في المجموعة C إلى جانب منتخبات الأرجنتين والمكسيك وبولندا.
وبحسب تصنيف الفيفا جاء منتخبنا (49)، في حين منتخب الأرجنتين (4)، والمكسيك (9)، وبولندا (26).
وفي تصنيف الفيفا لإجراء القرعة جاء منتخبنا في المستوى الرابع، وبولندا الثالث، والمكسيك الثاني، والأرجنتين في المستوى الأول.
ومن هذه المعطيات فمنتخبنا هو صاحب الترشيح الأقل في المجموعة للتأهل للدور الثاني. وهو المنتخب الأضعف.
وهذه هي الأرضية التي يجب أن نقف عليها في تقييمنا للمنتخب بدون عاطفة. وهذا ما يدركه حتماً مدرب منتخبنا رينارد. وما يجب أن يعمل على أساسه في إعداد وتجهيز المنتخب للمونديال. فالأخضر ليس أقوى منتخبات المجموعة ولا حتى الثاني ولا الثالث، بل هو الأخير.
وفي تاريخ كأس العالم فإن منتخب الأرجنتين شارك (17) مرة، وحقق الكأس مرتين (86,78)، وشارك منتخب المكسيك في كأس العالم (26) مرة، منها مرتان وصل إلى دور ربع النهائي (86.70)، وشاركت بولندا (8) مرات، منها مرتان ثالث العالم (74.82). أما منتخبنا فسبق المشاركة (5) مرات وأفضل نتائجه الوصول لدور (16) مرة واحدة.
فالتاريخ والأرقام لا تقف إلى جانب منتخبنا في المجموعة. ومع ذلك لدينا الطموح والأمل. واليقين بأن لا شيء مستحيل في كرة القدم مع الإرادة. وليس مجرد الأماني.
فكرة القدم رياضة تنافسية ليس التفوق فيها قائما فقط على المهارة، بل على عناصر متعددة، منها الإعداد الفني، والإعداد البدني، والتركيز الذهني، وتوافر الإرادة القوية، والرغبة الشديدة في تحقيق نتيجة، إضافة إلى بذل العطاء والمجهود والقتال داخل الملعب. والعناصر الأخرى إذا توافرت بقوة فإنها تحيد عنصر التفوق المهاري.
ومنتخبنا يستطيع أن يصنع له بصمة في المونديال القادم إذا ما أحسن الإعداد للمشاركة وتوافرت الرغبة والإرادة لدى اللاعبين المدعومة بعطاء وجهد وحماس داخل الملعب. وليس مجرد رغبة في الهواء. فتجاربنا الماضية في كأس العالم عدا 94 كانت مؤلمة ومحبطة. فكان حضورنا فيها أشبه برحلة سياحية نتواجد فيها بين المنتخبات العالمية دون حرص على بذل أي جهد من أجل مشاركة متميزة. وكأن الهدف هو الوصول للمونديال فقط. وقد تحقق.!!
زوايا
** مباريات الأخضر في المونديال بقطر ستكون أشبه بمباريات تقام على أرضنا وبين جماهيرنا. فهل نستثمر هذه الأفضلية التي تميزنا عن المنتخبات الأخرى!؟
** سيبرز خلال الأشهر الستة القادمة نجوم واعدة أتمنى أن تكون في حسبان هيرفي رينارد. وأن يتابعها من الآن. وأرى أن هيثم عسيري يمكن أن تكون له فرصة في المونديال.
** فشلت تجربتنا مع المواليد كما فشلت مع التجنيس لدينا لأنها تمت بحماس أكثر منها وفق أسس سليمة ودراسة أو تقييم فني حقيقي. وهذا لا يعني أن التجربة في مضمونها فاشلة. ولكن الفشل كان في التطبيق. يمكن أن نكررها مرة أخرى وفق أسس علمية وفنية دقيقة لنضمن نجاحها.
** بعض لاعبي المنتخب الكبار سيكون المونديال القادم هو الأخير لهم في مشوارهم الكروي، وهو فرصة ذهبية لأن يصنعوا لمشاركتهم بصمة لا تنسى يحفظها التاريخ وتتذكرها الأجيال، وأن يقودوا المنتخب وزملاءهم الأقل خبرة لتحقيق نتائج مميزة.