رجال المستقبل الواعد هم من سيقود البلاد والعباد في قادم الأيام وفق المعطيات المتاحة والمتغيرات المتلاحقة على امتداد الجغرافيا وآفاق الطيف السيبراني المتجدد..
هم عماد هذا الكيان العظيم.. المملكة العربية السعودية..
بقيادة سياسية راسخة متجذرة في عمق التأريخ تمتلك من الخبرات المتراكمة والتجارب ما يجعلها تتفرد بقوة المجال الممتد على مر القرون الماضية بتسلسل واضح مدون في سجلات التاريخ، وقد حافظ عليها السلف كابراً عن كابر حتى تشكلت واينع ثمرها..
ولا يكاد منا من يتخيل الحياة بظروفها القاسية فيما مر من الزمان الفائت ولو أرخى الفتى والفتاة سمعهما لذكريات الماضي من كبرائهم وتدبروا في أمهات الكتب والمدونات لتفاصيل تلك الحياة وطفرات النمو المتسارع لأدركوا أصل ومكنون هذا السمو والريادة والتفرد في شتى المجالات..
وما نراه ونعيشه خلال هذا العقد في مسيرة حافلة متحفزة لمعترك الحياة بقيادات وكوادر شابة سعودية من ابناء وبنات هذا الوطن الكبير..
وهم قد أبدعوا في أدائهم وغزير عطائهم بشغف الطموح المتنامي وروح التآلف بلحمة العاطفة الأسرية الواحدة في مجالات العمل التطوعي واليومي.. وعلى مختلف ميادين التحدي والمنافسة الإقليمية والقارية والعالمية..
قد يكون في تربية آبائنا أن مصادر التربية والتلقي محدودة جداً لا تكاد تتعدى حدود البيت والحارة والمدرسة والمسجد والسوق..
ومحصلة تجارب مخاواة رب الأسرة لأبنائه ميدانية قوية فاعلة وأساسياتها ومبادئها ثابتة بأغلبها لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان فتتشكل بحسب ما يتناسب مع عيشها ومعاشها..
فتلاحقت المتغيرات وتسابق الزمان مع دخول التقنيات والفضاء السيبراني على مختلف منصاته واعتباراته.. وتعددت مصادر التعليم والتربية واختلفت أدواتها وتنوعت منطلقاتها.. فظهر طبيعةً هذا الاختلاف على جيل اليوم..
قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنَّهَا ستَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذلكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ».
وهم أقصد هذا الجيل حازوا من الحظ أقومه -إذا استقى المعنى (لا قام حظك باع لك واشترى لك..)-، ومن رغد العيش والنعم أوفره فدانت لهم الدنيا من أقصاها إلى أقصاها، وقد يكون ذلك استدراج حيث جاء في الصحيح: «جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال: إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها».
وتدوم ريادة هذا الجيل إن هم جاهدوا أعباءها بصلف وحكمة وعبقرية أسلافهم.. وصبروا وشكروا الله.. فبالشكر تدوم النعم يقول الله عز وجل وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ، فقيد النعمة الشكر.
ومما يثلج الصدر قول الله عز وجل: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .
وقال النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم: «ليتنا نرى إخواننا». قالوا: يا رسول الله أو لسنا إخوانك؟ «قال: أنتم أصحابي ولكن إخواني من يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني». فقد تكون أنت منهم يا من تقرأ هذه الحروف وتعيش في حاضرنا السعيد المتجدد.. بالأمل الجميل.. نعم فكم هي النعم التي تفضل الله علينا بها وخصنا دون غيرنا.. فهي كثيرة متعددة لا حصر لها..
وها نحن نعيش في بلد التوحيد قبلة المسلمين ومهوى أفئدة العالم كله نتفيأ ظلال الأمن ورخاء الأمان ومعاني السكينة ولذة رغد العيش..
وأتذكر قول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوّده أبوهُ..
فلا تقلق أيها الأب ولا أنت أيتها الأم أحسن التربية فيحسن الله لك العطاء..
{أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى} بمعنى ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه، وليس كل ما يريده يتحقق له.. لأن كل شيء في هذه الحياة مرهون بإرادته ومشيئته - سبحانه - وهو - عز وجل - صاحب الدار الآخرة، وصاحب الدار الأولى وهى دار الدنيا، ولا يقع فيهما إلا ما يريده.
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وعصم شبابنا وبناتنا من الزلل وهدانا سبل الرشاد انه ولي ذلك والقادر عليه.