لا تكاد تخلو منازلنا من ألعاب الأطفال ومواد المنظفات والمبيدات ومنتجات العناية الشخصية والأدوية. يعتبر الأطفال أكثر شرائح المجتمع عرضة للتسمم سواءً عرضاً أو بالخطأ، وتشير الدراسات والأبحاث العلمية التي أُجريت أن الأدوية والمنظفات المنزلية أكثر عوامل التسمم شيوعاً عند الأطفال، كما أفادت الدراسات أن نسبة كبيرة من حالات التسمم لدى الأطفال تحدث في السنوات الأولى للطفل وسنوياً تسجل أعداداً من الوفيات عند الأطفال بسبب التعرّض لحالات التسمم الشديدة أو عدم التمكّن أو التأخر في إجراء الإسعافات الأولية.
المواد السامة تدخل جسم الطفل عن طريق عدة طرق أهمها الابتلاع والاستنشاق والحقن والجلد وعن طريق العين. تختلف الأعراض والعلامات التي تحدث في عملية التسمم وفقاً لنوع المادة السامة وكميتها وتركيزها. عند حدوث عملية تسمم الأطفال يجب الإسراع في عملية إجراء الإسعافات الأولية مع الحفاظ على سلامة التنفس والدورة الدموية والوظائف الحيوية الأخرى للطفل والاتصال بمركز السموم أو المستشفى للحصول على التوجيهات والنصائح الأولية وطلب الإسعاف أو المساعدة الطبية. قبل الاتصال بمركز السموم ينبغي معرفة اسم المادة السامة التي تناولها أو استخدمها الطفل والجرعة (الكمية) المستخدمة وعمر ووزن الطفل والأعراض والعلامات التي قد تظهر على الطفل ومتى تناول أو استخدم الطفل هذه المادة السامة واستخدامات هذه المادة وبيانات علبة المادة.
حتى لا يتسمم أطفالنا، نحرص على التخزين المناسب والسليم للأدوية والمنظفات المنزلية وأن تكون بعيدة عن متناول الأطفال، والتثقيف والتوعية الصحية للوالدين ستساعد في التقليل من حوادث التسمم لدى الأطفال، والتأكد من قياس الجرعة الصحيحة بالمقياس المناسب في حال احتياج الطفل للدواء والتأكد من تاريخ انتهائه وعدم ترك الأطفال داخل السيارة في موقف السيارات والسيارة في حالة الدوران والمكيف يشتغل والنوافذ مغلقة والحذر من شراء ألعاب الأطفال المغشوشة والتي قد تحتوي على نسب عالية من المعادن الثقيلة وخصوصاً مادة الرصاص والتأكد من العمر المسجل على بيانات اللعبة والتي قد تكون غير مناسبة لعمر طفلك ومراقبة الأطفال والإشراف عليهم، وكما قيل «درهم وقاية خير من قنطار علاج».