عبده الأسمري
كثرت في الآونة الأخيرة الإساءات المتجددة التي تصدر من «مرضى» نفسيين و«ناكرين» بشريين من بعض الذين أكلوا من خيرات هذا البلد ثم طغوا وبغوا وكفروا بنعمة الله فبادروا في تشكيل تكتلات سرية وعلنية للإساءة للدولة التي احتضنتهم وحولتهم من «مشردين» إلى «مستقرين» وبات الواحد منهم يأتي بعشيرته ليوظفهم على حساب «النظام».. في هذه الحالة نجد أن أصبعاً واحدة من «الاتهام» تتجه اليهم فيما تتجه باقي الأًصابع إلى «رجال أعمال».. فكيف يرضى الملاك السعوديون المنتمون إلى وطننا بهوياتهم وقد منحهم الوطن «التسهيلات» و»الإمكانات» بذلك وكيف يتسببون في صد وإحباط أبناء الوطن المؤهلين القادمين بالشهادات العليا من أوروبا وأستراليا ليمنحوا لآخرين أقل خبرة وإمكانية.
لا تزال «النسخ» المكررة من مقدمي البرامج الفضائية في قنوات «محسوبة» على الوطن أو أخرى تحت مظلته تتكرر كل عام في تشوه «واضح» وروتينية مقيتة و»إفلاس» متكرر.. ولا نزال نرى «وجوهاً» ترددت أمامنا على الشاشات عقود رأيناهم شباناً وعاصرناهم راشدين وأًصبحنا نشاهدهم «كهولاً» وكأنهم جزء من شعار تلك القناة أو شرطاً لاستدامتها.. تغيرت أزمنة وتبدلت أمكنة وكأنه لا يوجد سواهم والأدهى والأمر أن هنالك من اصحاب الخبرة ومن المهنيين المتمكنين الوطنيين يستجدون وظائف «بدائية» إلا أنهم يصطدمون بعوائق «الشلل» الوافدة التي أحكمت قبضتها على «التوظيف» ومررت حيلها على «أصحاب القرار» في تلك المؤسسات الإعلامية.
أتمنى أن يجرى استطلاع «مهني» نزيه وشفاف مع الشباب السعوديين العاملين في قطاع «الفضائيات» وفي الشركات الكبرى وداخل الهيئات الحديثة عن مدى رضاهم الوظيفي ومستوى تعامل الرؤساء معهم مع ضرورة أن يشمل الاستبيان عددا ممن تم إنهاء عقودهم وكذلك أسماء وسير الشباب السعوديين الذين تم استبعادهم وعدم الموافقة على توظيفهم.
ومن المؤلم أن نشاهد شباباً وفتيات لا يمتلكون «ألف باء» الإعلام يظهرون على الشاشات بأسماء مقدمين ومحاورين ومعدين وتأتي النتائج في إطارات بائسة من الضحك والبهرجة والاختلال المهني والاعتلال الوظيفي لتتحول بعض المقاطع إلى «مسرحية» هزلية أو «وصلة كوميدية».
لدينا مشكلات أزلية تتعلق بالمهنية الإعلامية تتمثل في إسناد أدوار التقديم لأشخاص غير مؤهلين إضافة إلى تكرار مخجل لوجوه اصبحت تصيب المتلقي بالسأم والملل والضيق فالكلام مكرر والأسلوب معاد والنتائج مؤسفة إضافة إلى مضايقة ابن الوطن وتبجيل من هو أقل كفاءة منه.
وفي كل الأحوال فإن ما نراه من زيادة في نسب «البطالة» بين الشباب يمثل طرفاً من المعادلة ويبقى الطرف الآخر في وجود «كفاءات» مؤهلة ستقدم أفضل بكثير ممن يتولى زمام الأمور حاليا في قطاعات الإعلام الفضائي تحديداً ولكن الأزمة مستمرة في ظل تغافل «النافذين» وتجاهل «التنفيذيين» وحيل «المنفذين!!..
ما يجري في قطاعات الإعلام الفضائي بكل اتجاهاته وما تم رصده من «مواقف» و»أحاديث» أظهرت لنا وجود «حاقدين» و»مأجورين» يديرون وظائف قيادية في مؤسسات مختلفة بالقطاع الخاص يقتضي أن تشملهم «حملة» الفساد وأن توقف المفسدة في جهات عدة توارت خلف ستار «التمويه» وتمادت وراء حيل «الوعود».. آن الأوان لنفض غبار «السوء» وليكون البقاء للأنفع والاستمرار للأجدى وأن يتم تنقية تلك المواقع من «فيروسات» بشرية تضمر العداء للوطن ومقدراته وستظل أحد عوائق التنمية وأحد مسببات «البطالة»..