أحمد المغلوث
جميع من عمل أو تعرف على معالي الأخ الدكتور عبدالرحمن أحمد الجعفري يدرك قامة هذا الإنسان ابن الأحساء الذي بر بها من خلال اعتزازه أولاً بوطنه وثانياً أنه كان يذكر الأحساء دائما بالخير والحق أن كل من ولد أو عاش في الأحساء أو حتى عمل فيها يردد ذكرها بكل خير. لقد سعدت مساء يوم الأحد قبل الماضي بالاستماع والاستمتاع لحديث معاليه عن تجربته الحياتية عبر قراءة صفحات من كتاب العمر كتابه عن حياته منذ البدايات حتى زمن التقاعد والحق اني وغيري رحنا نصيخ السمع باهتمام وشغف كبيرين وهو يسرد جوانب من حياته الأسرية التي كان لجدته رحمها الله دورًا كبيرًا في تربيته والعناية به وراح يشير إلى عمله والمواقف والحوادث الطريفة التي حدثت له خلال دراسته في القاهرة وأمريكا وبعد عودته وعمله في جامعة الملك فهد عندما كانت كلية. لقد جعل بحكاياته جميع من حضر قاعة النادي التي ازدحمت بجمهور كبير من الرجال والنساء يتابع حديثه عن تجربته الإدارية والعملية في كل المواقع المهمة التي عمل فيها مثل مجلس الشورى وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ثم طاف بنا في مجالات مختلفة أشار فيها إلى أهمية الإخلاص في العمل ومحبة الوطن وما تتمتع به الأحساء من خاصية التعايش الفريدة بين الطائفتين والتي باتت مضرب الأمثال. بل إنه لم ينس أن يشير بشفافية إلى أهلنا في الهفوف بشكل عام وحي الكوت بشكل خاص حيث كان بيتهم العامر. ومنذ الصغر كان معاليه مدفوعا بحب القراءة وعشقه لكل ما يمت إليها بصلة، بل إنه راح يعدد ويسمي تلك المجلات العربية التي كان يطالعها ويحرص على متابعتها.
وما أشار إليه في سرده المشوق من اهتمامه المبكر بالقراءة والاطلاع جعلت كل من يمارس ويعشق هذا الاهتمام كأنه يتحدث عنهم وعن ذكرياتهم مع بداياتهم في عالم المعرفة الواسع. هذا العالم الذي ساعد على نشر التعليم والوعي في كل مكان. ومن الأشياء التي رصدتها خلال متابعتي لمحاضرته تقديره لكل من عمل معه ووفائه لهم حيث أشار إلى أن كل إنجاز حققه خلال عمله ومسئولياته لم يتحقق لولا تعاون الجميع.. كلمات قليل من يرددها في هذا الزمن ووفاء نادر من إنسان يتمتع بالحيوية والإخلاص والمحبة لمعارفه وزملاء العمل.. ومن هنا كان الحضور اللافت من جمهور جاء من مختلف مدن وقرى وبلدات وهجر الأحساء. جاء الجميع في شوق ليشاهدوا أحد أبناء الأحساء الذين كان لهم دور مؤثر في مجالات مختلفة في الوطن عبر إدارته لأكثر من موقع تشرف طوال سنوات عمله بخدمة وطنه وقيادته ليسرد لهم عبر (صفحات من كتاب العمر) التي تذكر ويشكر صاحبها داعين الله أن يمتعه بالصحة والعافية وطول العمر.