محمد ناصر الأسمري
تشكل الذائقة الشعبية العربية نمطاً واسعاً من الكلمات الجميلة ذات الجرس الموسيقي الشعري في مختلف بحور الشعر العربي، مما جعلها مثار نقع في النفسية للمتلقي/ السامع تثير جمالاً يُعرب ويُطرب ليبعد الملل والسأم.
لعل شغف المحبين والأحباب ربما هو الأكثر في الذائقة العربية رسوخا، مما شكل منظومة من عبارات رقيقة رشيقة تبهج وتفرح بل ربما تؤلم.
ولعل بوح الأميرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي في لوعة الغيرة والحب أثر جميل حين ناجت الأمير الشاعر ابن زيدون بأعذب الكلام:
أغار عليك من نفسي ومني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيون
إلى يوم القيامة ما كفاني
والشعر العربي مليء بمثل ما يقارب هذا وأكثر
لكن.. في الذائقة الشعبية العربية ما نظم بالشعر العامي ما قد يقارب ما ورد في الشعر الفصيح وإن اختلف البحر والروي؟
لعل قصيدة الشاعر المتألق سعد زهير (تقول الله يطعني) من أكثر ما رسم الحروف للشوق والتوق، في كلمات راقصة على مختلف إيقاعات السلم الموسيقي الغنائي بلسان أكثر من مؤد/ مؤدية في عدد من البلدان العربية شرقاً وغرباً:
تقول الله يطعني وأقول الله يسبق بي
جنوبيٍ نثر همه على غيمة جنوبية
أحس أني إذا قالت فديتك يا عرب ربي
تراقص لي جبال ابها مع الريح الشمالية
ولا أدري ليه تسري بي هواجيسٍ وتبعد بي
إذا قالت عسى ما فيك يا لغالي يجي فيه
تباكرني فداياها وتمسي بي وتصبح بي
وأقوم أرقص مع نغماتها خطوة عسيرية
وجتني كما الطوفان يغرقني ويغرق بي
محت عني دروب سود ودروب رمادية
همى لإحساسها غيمي نمى بأنفاسها عشبية
ركض لعيونها شعري وسلمته طواعية
لعل التوقف عن كلمات: فديتك يا عرب ربي/ عسى ما فيك يا الغالي يجي فيه هو مثار النقع في لطيف العبارات
وعلى نفس المسار تأتي كلمات شعبية مثل (بي عنك) خذت ضيمك
ومن نجد والشمال تأتي كلمات تشيء بالحب (يا بعد طوايفي) يا بعد حيي) وفي مصر كبيرة العرب (يا ضنايه) يا واحشني وانت قصاد عيني) هات ايديك ترتاح للمستهم ايديه
ورسائل كثيرة متعددة من تحت الماء أو فوق الماء كما فعل نزار قباني رحمه الله:
لو أني أعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت
لو أني أعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت
لو أني أعرف خاتمتي ماكنت بدأت
اشتقت إليك فعلمني أن لا اشتاق
علمني كيف اقص جذور هواك من الأعماق
علمني كيف تموت الدمعة في الاحداق
علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق
أما كيف تنتحر الأشواق لعل الشاعر السعودي صناجة العصر المهندس جاسم الصحيح هو خير من يفسر هذا النفس النزاري.
دامت المحبة شعار السلم والسلام وعمار القلوب
لكن في لبنان أرض الجمال في كل شيء، لا أحبذ عبارة «تقبرني» فالسلامة أفضل من هذا، لكن الناشط الاجتماعي القبلي عبد الرحمن رداد الأسمري وجد عبارة الطف: بعمري عنك، وهنا عز الفدائي والمفتدى.