د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
فرحة عميقة تداعت مساحتها في أرجاء المملكة العربية السعودية عند إعلان وزارة الداخلية مطلع شهر مارس من العام الحالي رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا اعتباراً من السبت الخامس من مارس 2022م.
وبموجب القرار الذي أدخل السرور في نفوس كل المواطنين والمقيمين والزوار وكل محبي المملكة والراغبين في الحج والعمرة تم وقف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والجوامع والمساجد وكذلك الأماكن المغلقة والأنشطة والفعاليات وعدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المفتوحة وعدم اشتراط تقديم شهادة لنتيجة سلبية لفحص كورونا للقادمين إلى المملكة وإلغاء تطبيق الحجر المؤسسي والمنزلي.
مضمون هذه القرارات وهذه النقلة المميزة لم يكن في جلبها الفرح للنفوس التي ظلت لأكثر من عامين تلتزم تطبيق الاحترازات بشكل صارم، بل في البشرى التي زفتها للجميع بانحسار هذه الجائحة ومحاصرتها وتطويقها بشكل كبير مما جعل الجهات المختصة توصي بتخفيف الإجراءات وإعلان هذه القرارات التي أثلجت صدور الجميع وأشاعت الأمان والطمأنينة وأعادت الحياة إلى وضعها الطبيعي في الأسواق والمطارات والمدارس والجامعات والمساجد لا سيما الحرمين الشريفين الذين يتشوق الناس إلى زيارتهما والصلاة فيهما بشكل طبيعي خاصة مع مقدم شهر رمضان المبارك.
كما أن هذه القرارات وتخفيف الاحترازات والعودة إلى الأوضاع الطبيعية لم تأت من فراغ ولم تكن ضربة حظ أو مجرد قرارات إدارية إنما أتت كنتيجة لعمل كبير وجهود مخلصة من الجهات الصحية والأمنية والمسؤولين في كافة القطاعات ذات الصلة، وبدعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله، وبتوجيهاتهما السديدة ومتابعتهما الدؤوبة حيث حققت المملكة رقماً قياسياً وأصبحت نموذجاً فريداً في محاصرة هذه الجائحة التي تركت بصمتها السالبة على جميع دول العالم بل أصبحت المملكة مثالاً يشار إليها بالبنان بين دول العالم ولقيت الإشادات من منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات والجهات المهتمة بمكافحة الجائحة.
وهذا دليل على حكمة القيادة، وإخلاص المسؤولين والعاملين في القطاعات الصحية والأمنية وكافة الجهات التي أسهمت في تطويق الجائحة وإعادة الأوضاع إلى المستوى الذي بموجبه تم تخفيف الاحترازات والعودة التدريجية للأوضاع الطبيعية وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بدعم قيادتنا الرشيدة ومتابعتها وحرصها على سلامة المواطنين والمقيمين والقادمين إلى المملكة.
الحمد الله الذي أنعم علينا بهذه القيادة الحكيمة الرشيدة التي تضع مصلحة الوطن والمواطن على رأس الأولويات وتبذل كل الجهود من أجل أن ينعم المواطنون بالرخاء والأمان، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي خلفتها جائحة (كورونا)، نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء، ويحفظ ملكنا وسمو ولي عهده الأمين، ويمتعهما بتمام الصحة والعافية.