قراءة - كتب التفسير في رمضان:
* قراءة التفسير في رمضان هل هي من العلم الذي كان السلف يتركونه في رمضان، أم هي من الاهتمام بالقرآن وتدبُّره؟
- من التفاسير ما هو مطوَّل، وكثير من مباحثه تَخرج من الإعانة على التدبر، وهناك مختصرات في التفسير تعين طالب العلم على الفهم وتعينه على التدبر ولا تعوقه عن كثرة المقروء، فالقراءة في المختصرات أو في غريب القرآن أو ما أشبه ذلك لا مانع منها في رمضان؛ لأنها تعين على الفهم والتدبر، أما القراءة في المطولات التي يمكن أن ينتهي رمضان وهو لم يقرأ إلا نصف التفسير منها أو ربعه فهذه تُترك إلى ما بعد رمضان، وهو من العلم الذي كان يُترك في رمضان للتفرغ للتلاوة.
***
عدم احتمال شدة العطش أثناء الصيام
* أكلت في الليل طعامًا يسبب العطش، ولم أتمكن من الاستيقاظ للسحور فاشتد عليَّ العطش قبل منتصف النهار، بحيث شق عليَّ الصيام، فهل يُعتبر هذا مسوغًا للإفطار؟
- على المسلم أن يحتاط لصيامه فلا يأكل مثل هذا الطعام الذي يسبب العطش، وعليه أن يضع الاحتياطات اللازمة للاستيقاظ للسحور فإنه من السنة، وفيه بركة، وفيه مخالفة لليهود، فإذا حصل أنه أكل هذا الطعام الذي يسبب العطش، ولم يتمكن من الاستيقاظ لشرب الماء أو السحور، وصام على ذلك، وفي منتصف النهار -كما يقول- شق عليه الصيام، فإذا خشي على نفسه الهلاك فلا مانع من الإفطار، ويقضي يومًا مكانه.
***
تدارك الإمام ما فاته من القرآن في صلاة التراويح في ليلة أخرى
* أقرأُ في صلاة التراويح من حفظي، وبعد انتهاء الصلاة تبيَّن لي أني قد تجاوزت صفحتين لم أقرأهما، فهل أقرأهما في الليلة التي تليها، ثم أُكمل من حيث توقفت؟
- نعم، لتكن قراءة الركعة الأولى من التراويح في الليلة القادمة -أو الركعتين إذا كان يقرأ في كل ركعة صفحة- هذا القدر المتروك من القراءة؛ ليُسمِع القرآن كله على ترتيبه، ثم بعد ذلك يكمل في التسليمات اللاحقة.
***
عدد ركعات صلاة التراويح
* ما القول الصحيح في عدد ركعات صلاة التراويح؟
- ثبت عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة» [البخاري: 1147]، وهذا على حسب علمها -رضي الله عنها-، وإلا فقد ثبت أنه «صلى ثلاث عشرة ركعة» [البخاري: 698]، وصلى فيما يُفهم من حديثه في (المسند) خمس عشرة [3170]، وأطلق حينما سُئل عن صلاة الليل قال: «مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى» [البخاري: 990]، فأطلق «صلاة الليل مثنى مثنى»، فليس هناك حد وعدد محدد لصلاة التراويح، ولا للقيام في سائر العام، لكن يصلي مثنى مثنى حسب استطاعته وحسب الأرفق به، فإن كانت لديه القدرة على إطالة القيام والسجود والركوع فليقلل الركعات، وإن لم تكن لديه القدرة ويتعب من طول القيام ومن طول الركوع أو السجود فليُخفِّف ذلك، ويكثر من الركعات.
***
شم البخور أثناء الصيام
* يأتينا الضيوف للإفطار في رمضان، فإذا اجتمعوا قبيل المغرب أتينا بالبخور وطيبنا المجلس وطيبنا الضيوف، فهل هذا له تأثير على الصيام؟
- شم الطيب سواء كان دهنًا أو بخاخًا أو بخورًا لا شيء فيه بالنسبة للصائم، لكن لا يستنشق البخور بحيث ينساب إلى جوفه شيء من دخانه، فشم رائحته لا بأس به، ولو وُجد في المجلس ودخل في جوفه من غير قصد كما لو طار إلى حلقه ذباب أو غبار أو ما أشبه ذلك من غير قصد فإنه لا يُفطِر، لكن على الإنسان أن يحتاط لصيامه.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ/ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، سابقاً