من أخي رسالةٌ مكتوبة جاءت على شاشةٍ سمعتُ صوت بكائه وكل حرفٍ كُتب قرأتها بصوتهِ وكأنها من دمه سُطرت، رحل أبو عبدالعزيز وأبقى دمع أخي، رحل وما زالت تناهيدُ صاحبهِ ترمقُ أنفاسهُ، ينادي باسمه ويعلمُ أن المنادى لا يسمعُ، ينادي ويظنُ أن المجيبَ في صمتهِ ألمٌ لوداعهِ.
لِم البكاءُ وذكرُ محاسنهِ في غرسٍ من أفعالهِ ثمرٌ بقيت لا تندثرُ.
وفي ثالثةٍ من تكبيرةٍ للرحمنِ دعاء وشريطٌ لذكرى ثلاثين عاماً جاء قبيلَ رابعةٍ تتلوها سلامٌ لربٍ رحيم.
حُمل نحو مثواهُ والكلُ مهللاً غير أن أخي في قلبهِ غصةٌ تُبكي كل دانٍ.
أُنزل ثم للحدٍ ولتراب هالوا عليه ويديهِ تدفعُ وكأنها لحظةٌ من حلمٍ لم يفق منها وقد سال عرقٌ من رعب الفراقِ وكأنهُ يستغيثُ لمن حولهُ أيقظوني من حلمٍ أفجع كياني.
واقعٌ لا حلمٌ يا أخي كُن كما وعدتهُ في عهدٍ لما كنت عليه في كل شيء من الأفعالِ منادياً لخيرٍ يبقى له.
** **
- سليمان بن عبدالله الظفيري