ميسون أبو بكر
أصبح التفكير في الوقت الحالي بوجود خادمة أو الاستغناء عنها من الأمور التي تشغلني وكثيراً غيري في ظل متغيرات كثيرة وفي ظل المجتمع العصري الذي نعيشه اليوم، كما في ظل المشاكل العميقة والمتكررة التي لم تنته مع استقدام العاملات؛ ولا حتى مع الشركات التي تؤجر عاملات بالشهر والتي ذهبت كل وعودها أدراج الرياح رغم المبالغ الكبيرة التي تتقاضاها والتي تصل إلى 4000 ريال شهريًا للعاملة التي تتكفل الشركة (حسب وعودها) بكل المصاريف والإقامة وتبديلها عند عدم الانسجام معها أو كفاءتها.
كان المبلغ الكبير الذي تتقاضى العاملة ثلثه كراتب لها ليهون مقابل أن نحصل على عاملة مدربة تجيد لغة ما العربية أو الانجليزية لكن كما هو رأي مئات من المستخدمين الآخرين أن العاملة بلا تدريب ولا أي وسيلة تخاطب، وتكاد معظمهن لا يعرفن استخدام الآلات الكهربائية البسيطة ولا يحطن بأبسط شروط السلامة، فسمعنا مؤخرًا عن حوادث كثيرة ومتتالية للعاملات المنزليات وسائقي المنازل في غرفهم الخاصة أو المركبات التي تتضرر الكثير منها إن لم يكن بحوادث سير فهي نتيجة عدم إلمامه بالعناية بها ومتابعتها.
استمعت لنداء سيدات كثيرات سواء في تويتر أو مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثن عن المشاكل ذاتها التي لم تحلها شركات الاستقدام التي تتعامل بالشهر، وأردت أن أضم تجربتي إلى تجاربهن التي لم تنجح والتي تسببت بأزمات نفسية للمستخدمين ثم قلق ومعاناة تسببت بها عدم كفاءة العاملات وتأهيلهن وتدريبهن التدريب المناسبين والذي يتنافى مع الإعلانات غير الصحيحة التي تطلقها هذه الشركات وتروج لها، ناهيك عن تغيير العاملة التي تأخذ أيامًا ولا تتم مباشرة والتي تحسب على العقد رغم عدم توفر بديل سريع.
عندما ارتفع ضغط الدم لدي بشكل متواصل ومتكرر سألني الطبيب عن السبب وتناقشنا حول قدرتي على الاستغناء عن عاملة مقيمة كما فعل طبيبي وآخرون بدؤوا بترتيب حياتهم بعيداً عن قلق العاملات وفشل مكاتب الاستقدام، ورغم أنني تخلصت منذ زمن من فكرة استخدام أكثر من عاملة في المنزل كما هو شائع عند الأسر السعودية ثم بفضل الله ومنذ أول يوم قدت فيه مركبتي توقفت عن استخدام سائق إلا أنه في الوضع الراهن ونتيجة ظروف معينة لا أستطيع الاستغناء عن العاملة رغم أنني في أثناء وجودي بأوروبا وفترات تزيد عن الشهر وأثناء إقامتي في منزل وليس فندقاً لم أحتج لعاملة منزلية ورتبت أموري على الاستعانة بعاملة أسبوعية لساعات.
حاجة بعض الناس ولا أتحدث عن وجودهن كترف عند آخرين تجبرهم على الاستعانة بعاملة، وفي خضم تطبيق المملكة لقوانين حقوق الإنسان بمعايير عالمية جعلت من معايير العمل في المملكة جاذبة لدول قد تكون معايير جودة وكفاءة العاملات أكبر مع التأكد من تدريب المكاتب لهن واستقدام الأفضل منهن مما لا يدع مجالاً للمعاناة وهدر المال والجهد ناهيك عن هروب كثيرات وكثيرين ووجود عصابات لتشغيلهم وتسهيل هروبهم من كفلائهم.. وتقوم وزارة الداخلية مشكورة بكل أجهزتها بمتابعة الموضوع بكل جوانبه.
أتمنى أن ينظر معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لهذا الأمر بعد سنوات من فشل مشروع استقدام عاملات يعملن بالشهر أو الساعة وفرض معايير لكفاءتهم وأنظمة على المكاتب التي تتكفل بهم.