«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
يحق للرياضة السعودية وجماهيرها الفخر بما قدمه المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022 حتى توج المشوار الصعب بالتأهل السادس وبصدارة مجموعته الحديدية.
وما كان الأخضر ليصل إلى هذه المكانة لو لم يكن هناك رجال وعمل وخطة ومتابعة ورغبة في تحقيق الإنجاز ومواصلة الحضور في أهم محفل لكرة القدم بواقع 6 مرات في آخر 8 نسخ للبطولة التي تحط رحالها هذه المرة في قطر.
9 أسباب وقد تزيد أسهمت في وصول منتخبنا إلى هذه المكانة التي باتت عادة وقاعدة للأخضر صاحب السجل العريق في كرة القدم الآسيوية والرقم الصعب في خارطة كرتها.
1 - دعم القيادة
يتصدر الأسباب الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث رسموا خارطة طريق وأرضا صلبة لتطوير المجال الرياضي حتى باتت السعودية بفخر منصة مهمة للأحداث العالمية وتحقيق أبطالها للإنجازات.
واستطاعت وزارة الرياضة التي يقودها الأمير عبدالعزيز الفيصل أن تكون بمستوى ثقة القيادة في ترجمة هذه الخطة من خلال تأمين الدعم الكبير لخطط اتحاد الكرة لتحقيق النجاح.
2 - الهدف
وضع الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ بدء دورته الحالية برئاسة ياسر المسحل هدفا معلنا هو التأهل إلى نهائيات 2022 والتقدم في التصنيف، ولتحقق هذا الهدف يجب أن يكون كل شيء ينفذ بدقة حتى تفوز دائما وهو الذي حدث.
3 - الجهاز الفني
عندما تدرب منتخبا له مكانته الجماهيرية مثل المنتخب السعودي فأنت أمام الحظ ونقيضه، لقد وفق الاتحاد السعودي في التعاقد مع المدرب الفرنسي هارفي رينارد ليكون القائد الفني لتحقيق الهدف المعلن بعقد يستمر 3 سنوات ويفعل إلى 2023 عند تحقيق التأهل وهو ما استطاع المدرب الفرنسي صاحب السجل المميز مع منتخبات زامبيا والكوت يفوار والمغرب الوفاء به، ساعده دعم الاتحاد ورغبته الخاصة بالعمل والمتابعة لكل شيء يتعلق بالمهمة ليكون في الختام محظوظا بهذا التعاقد ويكسب الجماهيرية التي استحقها.
4 - الاستقرار الفني
للمرة الأولى حظي الأخضر باستقرار فني، فقاده رينارد من بداية التصفيات حتى نهايتها، وهذا أمر صنع التطوير للأداء والحافز وأوجد الثقة بين المدرب واللاعبين لتسير المهمة في اتجاهها الصحيح دون منعرجات تؤخر وصول الرحلة على الدوحة.
5 - جودة العناصر
أهم العوامل لتنفيذ المهمة هي العناصر القادرة على ترجمة الأفكار إلى واقع، وفي كرة القدم الفكرة الفنية بحاجة إلى لاعبين يستطيعون فهم المدرب وتطبيق تعليمات والانسجام مع التحولات والظروف، وهو ما وجده التكتيكي الفرنسي في قائمة الأخضر التي وجدها تضم جودة اللاعبين فنيا وفرديا وجماعيا بالإضافة إلى انسجام الخبرة مع حيوية الشباب.
6 - ثبات التشكيلة
يصنع الانتصار أجواء كثيرة في محيط العمل، أهمها في كرة القدم الثبات على التشكيلة وهذه خطوة كانت العنوان لكل مباريات المنتخب، فلم يلجأ المدرب للإحلال إلا في الظروف القسرية، وهذا دفع اللاعبين حتى الذين لا يحصلون على دقائق لعب كثيرة في أنديتهم على التدريب بشكل ممتاز ليكونوا عند الثقة حين الاختيار.
7 - البداية القوية
في التصفيات المصيرية لا بد أن تحسب الأمور وتقيسها بالمسطرة، فهناك خطة خاصة بتجميع النقاط واعتبارات ما بين مباراة على أرضك وخارجها، ونوعية الخصم، لذا كان الأخضر يعرف ما يريد من كل مباراة ونجح في تحقيق سلسلة انتصارات مبكرة في أول 4 مباريات منحته رصيدا وحافزا ليتعامل مع المباريات الست الأخرى برصيد من الثقة والنقاط حتى حقق التأهل وزينه بالصدارة.
8 - ثقافة اللاعبين
يمتلك المنتخب السعودي نوعية من اللاعبين على قدر كبير من التكنيك والتمرس والرغبة والشراسة، ساعد هذا الأمر في بناء ثقافة تتغلب فيها الجماعية على عبقرية الأفراد، والتعامل مع كل مباراة بما يتطلب من أداء بدني وتكتيكي، وهو ما يعني استعداد اللاعب لفهم وتنفيذ خطة المدرب.
9 - الجماهير الرائعة
في كل محطات الأخضر على أرضه تحديدا وحتى خارجها كانت الجماهير في الموعد، تقوم بالدور على الوجه الأجمل، تشجع باسم المنتخب في مشهد وطني حفز اللاعبين على إخراج كل ما لديهم لتقديم الفوز في كل مباراة هدية للأوفياء في مدرجات الملاعب التي استضافت مباريات الأخضر.