عثمان أبوبكر مالي
ارتفع العلم السعودي الأخضر الخفاق (كعادته) في سماء العاصمة القطرية يوم الجمعة الماضي الخامس والعشرين من شهر مارس الجاري، تأكيدا لبلوغ المنتخب السعودي الأول لكرة القدم نهائيات كأس العالم لكرة القدم في نسختها الثانية والعشرين والتي ستقام في (الدوحة) في شهر نوفمبر وديسمبر القادمين بمشاركة 32 منتخبا عالميا واشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)
رفع العلم السعودي في سماء كورنيش العاصمة القطرية (منطقة الجماهير) حدث رياضي كبير ومنتظر منذ انطلاقة التصفيات المؤهلة للوصول إلى نهائيات الدوحة، بعد أن (قبض) الأخضر السعودي على بطاقة تأهل عن مجموعته من بداية المرحلة النهائية من التصفيات، حتى تأكد وصوله قبل أدائه آخر مباراتين في المشوار أمام الصين يوم الخميس الماضي ثم أستراليا أمس الثلاثاء، ورغم وجوده في المجموعة الأقوى في التصفيات الآسيوية، (ضمت منتخب اليابان الذي نجح في خطف بطاقته وتصدر المجموعة قبل مباريات الجولة الأخيرة أمس) كانت الفرحة كبيرة وعارمة بوصول الأخضر إلى المونديال العالمي للمرة السادسة في تاريخه، وتعدت الفرحة الأجواء المحلية، وذلك لاعتبارات كثيرة، لعل أهمها أن البطولة تقام في المنطقة لأول مرة في تاريخها وفي دولة عربية، والمرة الثانية التي تستضيف فيها القارة الآسيوية، هذه البطولة العريقة (بعد اليابان وكوريا الجنوبية في نسخة عام 2002م) ووجود المنتخب السعودي مشاركا فيها من المؤشرات المهمة لنجاحها جماهيريا وإعلاميا، ومن الفرص القوية المحفزة للاعبيه لتقديم أداء ومستوى كبيرين ونتائج مشرفة أيضا، مع الدعم الجماهيري المعتاد والمنتظر لأسباب واضحة ومعروفة.
المؤمل أكثر أن تكون المنافسة قوية وساخنة جدا بين المنتخبات المشاركة فيها، وفرص الأداء الفني المرتفع في هذه النسخة سيفوق أغلب أن لم يكن كل النسخ السابقة، ومن أهم الأسباب والمؤشرات لذلك أن البطولة تقام في منتصف الموسم الكروي في العالم كله تقريبا، وموعدها الحتمي في شهر نوفمبر وديسمبر المقبلين على غير المعتاد، حيث تقام عادة ما بين (مايو ويونيو ويوليو)، كما حدث في النسخة الأخيرة التي لعبت في روسيا، مما يلغ مسألة الإرهاق والحمل التدريبي الزائد، الذي يشكو منه كثيرا مدربو المنتخبات الأوروبية واللاتينية، ويعني غالبا مشاركة أكيدة لكل الأسماء الكروية الموهوبة والمعروفة مع منتخباتها.
الأخضر السعودي يصل للمرة السادسة إلى المونديال كما هو معروف، وتضم قائمته عددا جيدا من اللاعبين أصحاب التجربة والخبرة والمشاركة في المونديال السابق، ويعطي وجودهم الثقة ومزيداً من الأمل في مشاركة مختلفة عن المرات الأربعة السابقة، واستعادة روح وأداء ومستوى المشاركة الأولى في أمريكا عام 1994م بإذن الله تعالى.
كلام مشفر
« أرقام كبيرة ستحملها نسخة الدوحة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، سجل بعضها قبل أن تبدأ مبارياتها، ومن ذلك أنها ستكون البطولة الأخيرة التي يشارك فيها 32 منتخبا، بعد أن اعتمد (FIFA) رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبا في النسخة الثالثة والعشرين، التي ستقام في 2026 في كل من أمريكا والمكسيك وكندا.
« الحديث عما سيقدمه الأخضر في البطولة سابق لأوانه، لأسباب كثيرة، لعل أهمها عدم وضوح الفرق التي سيلاقيها والمجموعة التي ستضمه، وهو ما سنتعرف عليه يوم الجمعة المقبل، بعد إجراء القرعة.
« من الأمور المطمئنة في مشوار الأخضر المقبل استمرار الاستقرار الفني الذي يعيشه مع جهازه التدريبي بقيادة السيد هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب، والذي كسب ثقة المجتمع الرياضي السعودي، ويحظى بثقة كبيرة على كل المستويات، وحتما سيكون له برنامج مختلف لإعداد الأخضر للمونديال خلال الفترة الطويلة المقبلة التي تفصلنا عنه وحتما بدعم كبير.
« قائمة الأخضر في مباراته الأخيرة، ضمت صفوة اللاعبين السعوديين في كل المراكز، وهي خليط من اللاعبين أصحاب الخبرة والمشاركة السابقة واللاعبين الشباب أصحاب الحيوية والجاهزية ويجمع الجميع الرغبة الذاتية العالية في الأداء خلال كل المشاركات، والآمال المعقودة عليهم كبيرة ولا شك.
« المباراة الأخيرة للأخضر السعودي تظهر أن هناك تنسيقاً مسبقاً بين جهازه الفني مع مدربي بعض الفرق، من خلال وجود بعض الأسماء ومشاركتها في مباريات فرقها قبل إعلان القائمة الأخيرة، مثل هذا العمل هو حتما من أجل المنتخب ولمصلحة لاعبيه، ولذلك فالمرجو استمرار ذلك، بل المطلوب التوسع فيه ليشمل كل الفرق التي يضم منها لاعبين للقائمة من الفرق الكبيرة وغيرها.