د.عبدالعزيز الجار الله
العالم يعيش تحولات خطيرة وسريعة بعد تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، فالحرب مرشحة لدى البعض أن تكون طويلة، وحرباً عالمية، وحرباً نووية وبيولوجية، الكل يهدد باستخدام النووي والجرثومي وإبادة الآخر، وبدأ العالم يعيش (العسكرة) والخندقة، روسيا أصبح حلفها المعلن الصين وإيران والهند وبعض دول آسيا الوسطى، أما الحلف المضاد فهو أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا واليابان والعديد من دول العالم، لذا لم يكن مستغرباً أن تنعقد قمة النقب في إسرائيل الاجتماع السداسي لوزراء خارجية: مصر، والولايات المتحدة، والإمارات، والمغرب، والبحرين، بدعوة من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد.
الوضع بعد حرب أوكرانيا، والحصار الاقتصادي على روسيا من قبل امريكا وأوروبا، أصبح منعطفاً خطيراً نقل الصراع من الشرق الأوسط إلى شرق أوروبا، والترشيحات تقول إن التحالفات والتوازنات سوف تتغير وقد يكون العالم مقبلاً على تغير في الخرائط والأطالس، تهتز فيها الثوابت السابقة من دول عظمى ودول كبرى، وكذلك سوف تحدث نزاعات حدودية كثيرة ومطالبات في أراضي ومدن وأقاليم وحلها عسكرياً على طريقة روسيا.
إسرائيل غيرت سلوكها مع العرب لأن روسيا أصبحت دولة حدودية لها عبر سورية، كذلك إيران دولة حدودية لها من خلال الأراضي السورية، وجنوب لبنان يتمركز به حزب الله الإيراني في الحدود لشمال إسرائيل، والأحزاب المتطرفة تموضع في محيط الجولان من المتطوعين والمرتزقة تحتشد قرب الحدود الإسرائيلية، أيضاً إيران تستعد أما أن تكون دولة نووية أو يرفع عنها الحصار وتعود لها المليارات من الدولارات، ويسمح لها ببيع النفط، وبالتالي تسلح ميليشياتها وتنتشر من جديد بالمنطقة، لذا أصبح التموضع للقوى في سورية لا يسعد إسرائيل الكل تجمع في سورية حتى الأتراك احتلوا مساحات من سورية، ويجرى التحضير لدولة كردية، كما أن إيران تنشط في أفريقيا وفي الشمال الأفريقي، لذا تغيرت سلوكيات دول المنطقة، بما فيها إسرائيل ودول الشمال الأفريقي والخليج العربي نتيجة للتمدد الإيراني في الشرق الأوسط، وتحديداً في بلاد الشام والشمال الأفريقي واليمن، فأصبح الصراع الذي كان في مناطق بعيدة، أصبح على الحدود مباشرة، ومتوقع أن تكون قمة النقب التي خططتها أن يكون انعقاداتها دورية ومستمرة أن ينضم لها دول ومراقبون لمواجهة إيران والتحديات الأخرى بالمنطقة والشرق الأوسط.