«الجزيرة» - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
ساد الحزن الساحة الشعبية الخليجية قاطبة بوفاة الشاعر المتميز شعراً وفكراً ورقياً في التعاطي مع الآخر عناد المطيري -رحمه الله- الذي قدَّم الشيء الكثير للارتقاء بمستوى القصيدة الشعبية - من منظور نقدي- منذ الثمانينيّات الميلادية التي شهدت حضور تجربته المختلفة عن السائد تمثِّل ذلك بإشادة الشيخ عبدالله بن خميس - رحمه الله- في مقدمته لباكورة دواوين شاعرنا الراحل (عزف على الرموش) الذي أصدره وهو في العشرين من عمره إيذاناً بقدوم ما تلاه من إصداراته التي ارتبطت بوجدان رفيعي الذائقة مثل (اشتعال) كصاحب تجربة متبلورة تماماً، حيث واكبت كل محطات مراحل تجربته الناجحة إشادات منصفة هي حق مستحق لقاء ما في جعبة «أبو أحلام» من إبداع لا يشبه غيره، كما كان له مساجلاته الشعرية مع كبار الأدباء والشعراء مثل معالي الدكتور الشاعر إبراهيم العواجي وغيره من نخبة المثقفين، واتصف نهجه -رحمه الله - بأناقة حرفه ودقته وعمقه وكل ما يتماهى مع مكارم أخلاقه ومروءته وكرمه وعزّة نفسه التي جبلت على المضامين الرفيعة وهو ماجسّدته قصائد مرثيات أبرز الشعراء فيه من ذلك قول الشاعر نايف المطيري:
الساحة أصبح وجهها شاحب وناظرها حزين
والشعر علّق بشت الإبداع ولبس ثوب الحداد
ومنها:
فاضت عيون العاشقين والملهمين الحالمين
وصدور عشّاق المعالي لم تعد ساحة جياد
غادرت يالفكر الرزين وغادر الحرف السمين
ونفوسنا ما عاد تجبرها دموع ولاضماد
إلى أن قال:
ودعتنا يا صاحبي فجأة وداع الشامخين
كنك تقول الوضع عادي والعمر فزّت جواد
كما رثاه الشاعر محمد بن الذيب بقصيدة منها قوله:
ما قابلته إلاّ يوم واحد من الأيام
لكن ذكريات الأمس ما راح تأتي به
أعزّي « رصيف الشمس» والفكر والإلهام
وتركيبة البيت الحداثي وأساليبه
ورثاه الشاعر بدر العرافه بقصيدة منها قوله:
عزّو الطيب والفزعات والوقفه
في عناد المطيري والقلم والدواه
شامخ الراس يوم الروس مجتمعه
وافي الفعل يوم الفعل يبقى صداه
صامل القول يوم القول به هزعه
طيّب الذكر وأبياته قصيد ووصاه
وقال الشاعر عبدالرحمن القريني:
عز الله إنه مات يا مطير رجَّال
بالطيب قبل الشعر شيخ ووليده
وقال الشاعر بدر حراب المطيري من قصيدة رثاء في الشاعر عناد المطيري - رحمه الله-:
وعناد في مامضى الين آخرته
حتى البعيدين فيهم ضافيٍ خيره
يا كثر خيرٍ فعله وبس ماقلته
حتى بصيته مايدري نافعٍ غيره
يا رب و(عناد) جاك وعل منزلته
واكتب له الخير في جنتك والخيره
كما ساد الحزن وسائل التواصل الاجتماعي للشعراء وتحديداً في «تويتر» بعبارات ملؤها ألم الفقد والأسى والتأبين المؤثّر، منهم - على سبيل المثال لا الحصر- الدكتور محمد بن علي الحربي، عبدالله عبيان اليامي، ناصر القحطاني، ياسر التويجري، سليمان المانع، فراج بن سحمان، عبداللطيف آل الشيخ، هادي الجنفاوي، صنيتان المطيري، حسين فهد القحطاني، فهد الثبيتي، حمود البغيلي، ناصر السبيعي.