رمضان جريدي العنزي
في هذا الزمن أصبح للمهرجين والمهرجات حظ عال، وسوق وفيرة، وبضاعتهم الرديئة أصبحت غير كاسدة ولها متبضعوها، لقد أصبح هؤلاء العابثون مشاهير وفرسان ساحة، ولهم جمهور غفير، رغم أعمالهم العبثية وأسلوبهم القاصر، وثقافتهم التافهة، وطرحهم الهجين، فلا عجب أن نرى هؤلاء يتسيدون فضاء «التوك توك» و»السناب شات» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي وفق ثقافة تنضح بالبذاءة الواضحة، بعيداً عن القيم والأصالة والإبداع الحقيقي، نعم لقد أصبح هؤلاء المهرجون والمهرجات يلعبون اللعبة التافهة، ويطرحون الطرح السقيم، ونجد من يحتفي بهم بروح عالية وتقبل عجيب، لقد وفر المتلقي لهؤلاء العابثين الأرضية الخصبة، ومنحهم الفرصة للظهور والبروز والانتشار والخروج عن المألوف، وجعلهم من عدمية شيئاً مذكوراً، وهو يعلم علم اليقين بأنهم عاثوا كثيراً، ومارسوا التفاهة طويلاً، إن المتلقي يجب أن يحارب هؤلاء العابثين المخربين للقيم والمبادئ والأخلاق، وأن يحذر منهم ولا يعطيهم أدنى أهمية، ولا يروج لهم، ليتم القضاء على إسفافهم، ولكي تتكدس تجارتهم الخائبة، وينتهي لغوهم المبين، إن على المتلقي أن لا يتبنى هؤلاء، ولا يحتضنهم، ولا يروج لهم، وأن ينهل من فكر المثقفين الحقيقيين، وأصحاب الرأي والحكمة، والعباقرة والمميزين والمبدعين في شتى مناحي البذل والعطاء، وعلى المتلقي الكريم أن يعلم علم اليقين بأن تفاهة هؤلاء المهرجين والمهرجات تهدم الحياة والثقافة، وأن أعمالهم مجرد سفه وجهل و(خبال)، بعيداً عن العقل والحكمة، وليعلم بأن التاريخ لا يخلد في صفحاته سوى الناجحين المبدعين، أما التافهون والحمقى، فيبقون في الهامش، لأنهم مجرد أدوات متحركة للإضحاك والسخرية والتندر.